التطاول على الذات الإلهية في ميزان السينما المصرية

نشر في 22-07-2012 | 00:01
آخر تحديث 22-07-2012 | 00:01
No Image Caption
تعرّض فيلم «حلم عزيز» لانتقادات شديدة بسبب تعرضه للذات الإلهية و{التطاول عليها»، وفق وصف المحامين الذين تقدموا بدعاوى قضائية ضده يتهمونه فيها بكسر تابوهات ممنوع على صانعي الأفلام الاقتراب منها. هنا ترتسم علامة استفهام حول أسباب هذا الهجوم الخفي في وقت أجازت الرقابة عرضه؟

يتضمّن فيلم «حلم عزيز» (إخراج عمرو عرفة وبطولة بطولة أحمد عز وشريف منير) مشاهد لجهنم، ويصور، من وجهة نظر صانعيه، من كتب لهم العذاب في الآخرة مثل القذافي وهتلر وصدام حسين، ما شكل محور اعتراض البعض باعتبار أن هذه الرؤية ليست من حقّ أحد إلا الله سبحانه وتعالى، فهو وحده يعلم من سيكون مصيره جهنم، وهذه أمور تدخل في الغيبيات ولا يحق للمخرج الخوض فيها.

سبق أن تعرّض فيلم «بالألوان الطبيعية» لانتقادات من علماء الأزهر، الذين اتهموا صانعيه بالتطاول على الذات الإلهية، إذ يتحدث البطل مع الله سبحانه تعالى بطريقة رأى فيها علماء الأزهر أنها لا تحمل من الأدب ما يكفي، خصوصاً في المشهد الذي يتساءل فيه البطل (كريم قاسم): «أنا عدوك يارب»؟ كاد أن يصل الأمر إلى منعه من العرض، إضافة إلى رفض كلية الفنون الجميلة فتح أبوابها أمام أسرة الفيلم للتصوير داخل أسوارها، لأن السيناريو لا يحمل أدباً كافياً في الحديث مع الذات الإلهية، ما يشوه صورة الفنانين التشكيليين ويضعهم في خانة الملحدين.

بدوره، تعرّض فيلم «بحب السيما» لمحمود حميدة وليلى علوي ومنة شلبي للانتقادات نفسها بعد عرضه بسبب المشهد الذي يوجه فيه البطل (محمود حميدة) حديثه إلى الله عز وجل قائلا: «أنا مابحبكش... لكن بخاف منك ومن عذابك، كان نفسي أحبك زي ما تكون أبويا بس مش قادر»، فاعتبره البعض تطاولاً غير مسموح به، وتجاوزاً لأدب الحديث مع الله عز وجل، وارتفعت مطالبات بمنع عرضه.

كذلك تعرّض الفيلم لانتقادات من الكنيسة بتهمة تشويه القيم المسيحية، خصوصاً أن أبطاله من الأقباط وبعض صانعيه، إلا أن الانتقاد الأكبر كان بسبب مشهد محمود حميدة وحديثه مع الله عز وجل الذي أدخله ضمن قائمة الأفلام التي تتطاول على الذات الإلهية.

تبجح وسخرية

تعرّض عادل إمام للهجوم نفسه بسبب مناجاة مع الله في أحد مشاهد فيلم «عمارة يعقوبيان» وجه فيه حديثه إلى الله عز وجل وخاطبه بشكل مباشر، رأى فيه البعض تطاولا على الذات الإلهية وتبجحاً في الحديث مع الله عز وجل، مستشهدين بجمل من نوعية: «تفتكري ربنا هيحاسبني برحمة كبيرة؟ هيعملي أكبر نسبة خصم 20 في المية 30... 50 في المية ماتخليهم 100 في المية ده أنت غفور رحيم»، فاتهمه البعض بالسخرية من تعاليم الله عز وجل وطالب بوقف عرض الفيلم.

يؤكد هاني فوزي كاتب سيناريو فيلمي «بالألوان الطبيعية» و{بحب السيما» أن أفلامه لم تتعرض للذات الإلهية بأي تطاول أو سخرية كما تردد، بل لكل شيء مبرر درامي، فالبطل إما يكون مخموراً فيناجي ربه بحديث يراه البعض جريئاً، أو منفعلاً فيتحدث بكلام لا يحمل تجاوزاً إنما حقيقة مشاعره. يرفض فوزي فكرة الرقابة على الأفلام بهذه الطريقة ويطالب برقابة عمرية كما هو متبع في دول العالم المتحضرة.

يوضح شريف منير بدوره أن صانعي السينما لا يقصدون التطاول على الذات الإلهية، لذا يفاجأون بمزايدات تنهال عليهم من كل جانب لمجرد تقديمهم فيلماً خارج الصندوق، كما في «حلم عزيز» الذي يؤدي فيه دور رجل يظهر لابنه في الحلم ويحدّثه عن الآخرة وينقله إليها.

يضيف منير أن الفيلم لم يحمل أي تطاول على الذات الإلهية وأن الرقابة وافقت على عرضه. بالتالي، فهو ليس خارجاً عن السياق.

أما عادل إمام فيتساءل: «طالما الرقابة وافقت على عرض هذه الأفلام لماذا تُقدّم دعاوى قضائية ضد صانعيها؟ إذا كان ثمة خطأ فهو ليس خطأ المنتج أو المؤلف أو المخرج أو الأبطال لأنهم لم يقدموا أفلامهم إلا بعد حصولهم على الموافقة».

يضيف أنه اعتاد مثل هذه الدعاوى القضائية التي تهاجم أفلامه وتتهمها باتهامات متنوعة من بينها: التعرض للذات الإلهية والتطاول على الإسلاميين وازدراء الأديان وغيرها.

back to top