الصوت الجريح عبد الكريم عبد القادر... إحساس مرهف وتاريخ من الغناء الأصيل 1-3

نشر في 20-07-2012 | 00:01
آخر تحديث 20-07-2012 | 00:01
الفنان القدير عبد الكريم عبدالقادر أحد أبرز نجوم الأغنية في دولة الكويت وغيرها من دول الخليج العربي، يتمتّع بحس فني مرهف ونبض مليء بالشفافية وقدرة على حسن اختيار أعماله والعناصر التي تشاركه مشروعه الفني.

خلال مشواره الغنائي الطويل، احتلّ عبد الكريم عبد القادر مساحة واسعة لدى الجمهور الكويتي والخليجي والعربي، وتربّع على عرش الإبداع والتميز والطرب الأصيل، وحافظ على هوية الأغنية الكويتية وعلى مكانته في القلوب واستمر في عطاءاته.

اسمه الثلاثي عبد الكريم عبد القادر المزين، من مواليد الكويت 1945، موظف سابق في وزارة الداخلية، إدارة الجوازات، مركز جوازات على حدود الكويت، ثم نقل خدماته إلى وزارة الإعلام في قسم الموسيقى، وحالياً متقاعد.

تزوج عام 1968 وله خمسة أولاد هم: خلود، إيمان، خالد، محمد، فيصل. كان لطفولته بمعاناتها وظروفها، أثر في مراحل حياته الفنية.

كأي هاو، كان يردّد أغاني كبار الفنانين: الموسيقار محمد عبد الوهاب، ليلى مراد، فريد الأطرش، عبد الحليم حافظ، محرم فؤاد وغيرهم من المطربين العرب... وأغاني عبد اللطيف الكويتي ومحمود الكويتي وغيرهما من مطربي الكويت... فشكلت هذه الكوكبة من عمالقة الغناء المدرسة الأولى التي تعلم منها الكثير.

كان الطفل عبد الكريم يجمع مصروفه المدرسي اليومي ويشتري الاسطوانات المتوافرة آنذاك... رافقه حب الفن منذ طفولته، فكبر وترعرع معه ونضج مع كل حدث مرّ في حياته، ونما في داخله ميل نحو الغناء، وراح يردد الأغاني أثناء جلساته مع الأصدقاء والزملاء الذين كانوا يشجعونه على الاستمرار في موهبته.

في عام 1962 قدّمه عازف العود الفنان الراحل صالح النافع إلى الإذاعة الكويتية، فأدى أمام لجنة مكونة من الأستاذين نجيب رزق الله وسعود الراشد أغنية «خايف أقول اللي في قلبي» للموسيقار محمد عبد الوهاب ورافقه على العود المطرب مصطفى أحمد. كذلك كان الملحن يوسف المهنا من أكثر المشجعين له فقدّمه في أغنية دينية بعنوان «شوقي سعى إلى المدينة» (1966)، يقول في مطلعها:

شوقي سعى بي إلى المدينة

أزور نبي الهدى نبينا

أذيعت الأغنية على أثير الإذاعة وتوقع له كل من سمعها مستقبلاً في عالم الأغنية الكويتية الحديثة. ولأن صوته جميل ويتمتّع بحس فني فقد احتضنه أكثر من ملحن ومؤلف وقدموا له أغنيات عاطفية ووطنية ما زالت تبث في الإذاعة والتلفزيون لغاية اليوم، منها: «تكون ظالم» (1967)، من كلمات محمد محروس وألحان عبد الرحمن البعيجان، «سرى الليل يا قمرنا» من كلمات الدكتور عبد الله العتيبي وألحان أحمد باقر، «تفتكر أنسى عذابك» من ألحان الموسيقى بدر عبد السلام.

لاحظ عبد الكريم عبد القادر أن لدى الملحن الشاب مصطفى العوضي موهبة التلحين، فطلب منه تلحين أغنية «خليك معاي في الراي» (في أول محاولة له) من كلمات مبارك الحديبي، فساهمت في شهرة العناصر الثلاثة المشاركة فيها.

يصف الملحن مصطفى العوضي عبد الكريم عبد القادر في أحد لقاءاته الصحافية بالقول: «صوت كله إحساس وحرص ودقة على كل كبيرة وصغيرة بالنسبة إلى أداء الأغنية وهو دائماً موفق في اختيار أغانيه»...

في بداية السبعينيات تعاون الثنائي عبد الكريم عبد القادر ومصطفى العوضي في أغنية «آه يا الأسمر يا زين»، من كلمات الشاعر يوسف ناصر، صُوّرت في استديوهات التلفزيون وأداها في الجلسات الشعبية التلفزيونية وفي الحفلات بمناسبة الأعياد الوطنية والمناسبات الرياضية وغيرها، وقد رافقته حتى نهاية السبعينيات...

من أبرز الأساتذة الكبار الذين ساندوا الفنان عبد الكريم عبد القادر: الفنان القدير أحمد باقر والفنان الراحل عبد الرحمن البعيجان، فتعلم منهما الكثير، وكانا له المدرسة الأولى في الفن. من الأغاني الرائعة التي أداها من ألحان الفنان القدير أحمد باقر وكلمات الشاعر يوسف ناصر «بوعيون فتانة» ويقول فيها:

ليل الهوى وداني

انشد على خلاني

ذايب عليهم قلبي يبيهم

شوقي لهم مشاني

«عادت ليالي الأمان» كلمات الشاعر يوسف ناصر وألحان عبد الرحمن البعيجان، يقول في مطلعها:

عادت ليالي الأماني لأهل القلوب الحزينة

عاد الهوى يازمان يسقي العطاشى حنينه

واللي نبيه ويبينا أقبل وبين علينا

شايل في قلبه الحنان

في بداية السبعينيات تابع الفنان عبد الكريم عبد القادر تعاونه مع الفنان الراحل الملحن عبد الرحمن البعيجان في أغنيات عاطفية ناجحة، منها: «اللي يعزنا»، يقول فيها:

اللي يعزنا بالعيون نشيله

وحق علينا كل يوم نمشيله

واللي يتصدد

ما علينا منه

مهما يتبعد

شوفته ما تهمنا

«جاني يتشكى»، كلمات الشاعر يوسف ناصر يقول في مطلعها:

جاني يتشكى وأنا اللي من هواه أشكي

حبس كلامي حبيبي وما عرفت أحجي

أمني سر المحبة وخبرني باللي يحبه ما يدري

تضحك عيوني والفؤاد يبكي

عناصر فنية مبدعة

في السبعينيات شكل الفنان عبد الكريم عبد القادر مع الشاعر بدر بورسلي والملحن الدكتور عبد الرب إدريس ثلاثياً ناجحاً، وكان ثمرة هذا التعاون أغنيات جميلة منها «باختصار»، يقول فيها:

باختصار مقدر على لحظة ألم صعب الفراق

«ليل السهارى» لحنها الفنان القدير الراحل عبدالرحمن البعيجان وساهمت في اعتلاء الفنان عبد الكريم عبد القادر سلم الشهرة والمجد، فذاع صيته في أنحاء الخليج والجزيرة العربية، يقول في مطلعها:

ودي أقول لك يا غالي

أذكر ليالينا

واذكر سوالفنا وضحكنا

وعيد ماضينا

«عزيز وغالي» إحدى الأغنيات الجميلة الناجحة التي جمعت البعيجان وعبد الكريم عبد القادر والشاعر الراحل خليفة العبد الله الصباح، يقول فيها:

عزيز وغالي مهما المسافة ابعدتنا

عزيز وغالي

إن كنت سالي لا تنس لحظة إجمعتنا

يا أغلى غالي

«ليل السهارى»، كلمات الشاعر الغنائي الراحل خليفة العبد الله الخليفة الصباح، من الأغنيات التي أوصلت الفنان عبد الكريم عبد القادر إلى جمهور دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية، يقول في مطلعها:

ودي أقول لك يا غالي أذكر ليالينا

واذكر سوالفنا وضحكنا وعيد ماضينا

بس اني خايف ودادك ما عاد يذكرنا

ولا اسهرت في عيونك دمعة تنادينا

أهو أنت ناسينا

يشهد علينا ليل السهارى

اللي جمعنا داير ماداره

من الأغنيات الجميلة التي قدمها الثلاثي عبد الكريم عبد القادر وبدر بورسلي والدكتور عبد الرب إدريس، «زوار» يقول فيها:

زوار

تسالمنا

تعارفنا

شرحنا الشوق بس زوار

مادار

مثل هالحب

ياليلة صيف

ياليلة ضيف

أبد ما دار

«أعترف لج» يقول فيها:

اعترف لج بالليالي

في غيابك سهرني

اعترف لج وما طرالي

من سوالف أي ظني

«غريب»، أعاد الفنان عبد الكريم عبد القادر تقديمها بتوزيع وتصوير تلفزيوني جديد لأن الجمهور ما زال يطلبها، يقول فيها:

غريب شايل جروحي والحجي وياي

غريب وداير وروحي هدها ممشاي

أمشي وقلبي حزن

أشكي وطرياكم دايم في بكاي

مع راشد الخضر

لم تكن العلاقة بين الفنان الراحل الملحن راشد الخضر والفنان عبد الكريم عبد القادر عادية، يكفي أنها تجمع بين ملحن مبدع وأستاذ أكاديمي من جيل الثمانينيات ومطرب كبير من أشهر نجوم الأغنية الكويتية الحديثة في الستينيات، وله حضوره في الساحة الغنائية الخليجية، وقد أثمرت هذه العلاقة الفنية الراقية أغنيات عاطفية ووطنية بالتعاون مع شعراء الأغنية الكويتية، فغنى من كلمات الشاعر الغنائي يوسف ناصر: «الوجه الصبوحي»، «ما خبرناك»، «يكفي خلاص»، وأعمال أخرى عديدة. من كلمات الشاعر عبد اللطيف البناي: «اعتذرلج»، «تجاوز حدوده»، «حبيبي زعل»، «في عيون البشر»، «جاوبني في الحال» يقول في مطلعها:

ما قول حبني غصب

ما اخبرك تهوى

النفس وما تشتهي

والقلب وما يهوى

ضمن إطار التنويع والتجديد قدم الفنان عبد الكريم عبد القادر «سلام الوداع»، تلحين الفنان سعيد البنا وتأليف الشاعر الغنائي يوسف ناصر، ويقول في مطلعها:

قريت سلام الوداع

بعيون حبيبي المسافر

وابحرت وقلبي شراع

تلعب بحالي الخواطر

أدور بر الأمان

بعيون حبيب المسافر

وقدم مع الشاعر عبد اللطيف البناي أغنيات ناجحة، من بينها: «عاشق» من ألحان عبد الرب إدريس، يقول فيها:

عاشق وظل صبري يطول

كل يوم والثاني

لكني كل ما حبيت أقول

ما يطاوع لساني

«رد الزيارة» من الأغنيات العاطفية التي كتبها الشاعر خليفة العبد الله وغناها الفنان عبد الكريم عبد القادر وما زالت تذاع لغاية اليوم، يقول في مطلعها:

رد الزيارة علينا يا حلو الاطباع

ما عدت أقوى فراقك أكثر من أسبوع

من يوم وادعت زولك والقلب ملتاع

للحب سلطان أمره مقضي ومسموع

«منزلك عيني» من كلمات الشاعر الراحل خليفة العبدالله الخليفة، وتعدّ من الأغاني العاطفية الناجحة التي حققت له الشهرة والنجاح، يقول فيها:

منزلك عيني

شنهو يمنعني

أني أنساك

«تأخرتي» من كلمات الشاعر بدر بورسلي وألحان الدكتور عبد الرب إدريس، يقول في مطلعها:

تأخرتي يا عمري الذي أقبل

تأخرتي وهذا الموعد الاول

أحسب له أنا الأيام الساعات واللحظات

لانه موعد الأول

مع عبداللطيف البناي

«وداعية» من أبرز الأغاني العاطفية التي كتبها الشاعر الغنائي عبداللطيف البناي وغناها الفنان عبد الكريم عبدالقادر من تلحين الفنان يوسف المهنا يقول فيها:

وداعيه يا آخر ليلة تجمعنا

وداعيه وأعز الناس يودعنا

ليله يا عساك تعود

عسى الله يصبر الموعود

وفي مجال الأغنية الوطنية الخليجية سجل «أنا خليجي» (1984)، شارك معه في الغناء المطرب عبد المحسن المهنا والمطربة نوال.. ويقول في مطلعها:

أنا الخليجي سته شالوا رايتي

أنا الخليجي والعروبة أمتي

أنا الخليجي وربي سهل خطوتي

«يا محمل الخير» تأليف بدر بورسلي وألحان عبد الرب إدريس، يقول في مطلعها:

يا محمل الخير عليّ ترى الخليج موطنك

انشر شراع الفخر دام الخليج موطنك

وكان ثمرة التعاون بين الشاعر الغنائي عبد اللطيف البناي مع الصوت الجريح الفنان عبد الكريم عبد القادر أغنيات ناجحة من تلحين ابراهيم الصولة، من بينها: «وداعيه»، «للصبر آخر»، «ردّ الزيارة»، «حبيبي يزعل»، «مركب غرامي»، «شخبارك». من ألحان الدكتور عبد الرب إدريس: «أنا رديت» و{عاشق»، يقول في مطلعها:

عاشق وظل صبري يطول

كل يوم والثاني

لكني كل ماجيت أقول

ما يطاوعني لساني

يقول الفنان عبدالكريم عبد القادر عن الشاعر الغنائي عبد اللطيف البناي: «من أكثر المؤلفين قدرة على التعبير الصادق عن محاكاة المواقف المختلفة».

كذلك غنى المطرب عبد الكريم عبد القادر من ألحان الراحل راشد الخضر وكلمات الشاعر الغنائي عبد اللطيف البناي أغنية عاطفية جميلة يقول فيها:

أخطيت في حقي أمرار وسامحت

زاد الخطا منك وتجاوز حدوده

حتى لو مديت أيدي لك وصافحت

القلب ما يبغيك والنفس مسدودة

كذلك تعاون مع الملحن الدكتور عبد الرب إدريس في أغنيات عاطفية ومع شعراء من بينهم المرحوم عبد الأمير عيسى في أغنية «مجاريح» يقول فيها:

مجاريح مكسورة خواطرنا

مجاريح من هو اللي يصبرنا

أمانينا... ليالينا.. تلاشت في مهب الريح

مجاريح مجاريح

وفي عام 1987 غنى من كلمات يعقوب السبيعي وألحان يوسف المهنا أغنية دينية يقول في مطلعها:

توشحت بالورود

والنور أرض الجدود

وقدم أغنيات ناجحة منها: «منزلك عيني»، «مرني»، «للصبر آخر»، «أحوال العاشقين»، «محال»، «الله معاي»، «وداعيه»، «مانسيناه»، «اسم الله حولك»، «طيف الأحبة»، «خطاوينا»، «ما أصعبك»، «المسافر»، «الصوت الجريح»، «مشتريه»، «مركب غرامي»، «هذا أنا»، «رد الزيارة» ، «أحسب الجيات»...

back to top