القس عمانويل غريب لـ الجريدة.: الفيلم المسيء للرسول محاولة لإحداث فتنة وإساءة للمسلمين والمسيحيين

نشر في 22-09-2012 | 00:01
آخر تحديث 22-09-2012 | 00:01
• الأمير حريص على أن نمارس شعائرنا الدينية بحرية

• الدستور كفل للمواطنين حق التعبير والتظاهر السلمي ونرفض ردود الفعل التخريبية
رفض رئيس الكنيسة الإنجيلية في الكويت ونائب رئيس مجلس العلاقات الإسلامية - المسيحية عمانويل غريب الفيلم المسيء للرسول الكريم.

وقال عمانويل غريب في حديث لـ «الجريدة» بالنيابة عن الكنيسة الانجيلية ومجلس العلاقات الإسلامية - المسيحية ورابطة الكنائس المسيحية في الكويت: «نرفض الاساءة لأي رمز ديني سواء كان مسيحيا أو مسلما خاصة إذا كان الامر يتعلق بالنبي محمد رسول الإسلام الذي يتبعه ويقدسه أكثر من مليار ونصف مليار مسلم».

واشار عمانويل غريب الى ان الفيلم المسيء يتعارض مع مبادئنا كمسيحيين ويتعارض مع ما حثنا عليه الكتاب المقدس والسيد المسيح واساء ليس للمسلمين فحسب بل حتى للمسيحيين، لكنه انتقد في الوقت نفسه ردود الفعل المأساوية والتخريبية التي زامنت القضية وطالب بأن تكون منضبطة بعيدا عن التعصب.

وأشاد عمانويل بدعم سمو الأمير للمسيحيين في الكويت من خلال تأكيده على احترام الأديان والعمل بحرية العقائد الدينية، مشيرا الى ان حكمة سموه ساهمت في ان ينعم مسيحيو الكويت بالامن والاستقرار في بلد السلام، كما أكد ان الحكومة الكويتية متعاونة مع مسيحيي الكويت وتلبي مطالبهم باستمرار وتوفر لهم كل انواع الحماية الامنية. وشدد على ضرورة الاستمرار في الحوار بين الاديان، مشيرا الى ان مجلس العلاقات الإسلامية المسيحية يبذل جهودا كبيرة في احداث التقارب بين الديانتين محليا وخارجيا.

وانتقد عمانويل غريب ما ينتهجه بعض النواب من الخروج عن الأطر الدستورية وتدني لغة الحوار في ما بينهم، مشددا على ضرورة العمل بالدستور واحترام الآخر وتقبله والتعاون مع الحكومة من اجل الوصول بالكويت الى بر الامان. وفي ما يلي نص اللقاء:

• بداية كيف رأيتم انعكاسات الفيلم المسيء للرسول الكريم وانعكاساته السلبية على العالمين الاسلامي والمسيحي خاصة بعد أن سالت الدماء بسبب ذلك العمل المتهور وغير المسؤول؟

بالنيابة عن الكنيسة الانجيلية ومجلس العلاقات الإسلامية - المسيحية ورابطة الكنائس المسيحية في الكويت نرفض الاساءة لأي رمز ديني سواء كان مسيحيا أو مسلما او يحمل رسالة أي ديانة أخرى خاصة إذا كان الامر يتعلق بالنبي محمد رسول الإسلام الذي يتبعه ويقدسه أكثر من مليار ونصف المليار مسلم، يعيشون على وجه الارض لذلك نرفض كمسيح وككنائس بمختلف أطيافنا هذا الفيلم المسيء الذي أساء لنبي الإسلام ونحن كمسيحيين تعلمنا من السيد المسيح والانجيل الا ننال من الرموز الدينية من خلال الاساءة ولكن على العكس تماما فالسيد المسيح علمنا وطالبنا بمحبة الجميع وأن نصلي من أجل الجميع كي نعيش في محبة وسلام، وهناك آيات كثيرة في الكتاب المقدس تحثنا على ذلك الامر حيث يقول الكتاب «عبد الرب لا يجب أن يخاصم»، وما عرض في الفيلم المسيء لرسول الاسلام يتعارض مع مبادئنا كمسيحيين ويتعارض مع ما حثنا اليه الكتاب المقدس وتعاليم السيد المسيح لذلك أرى ان القائمين على الفيلم يدعون لخصومة وفتنة بين اتباع الاديان المختلفة والسيد المسيح لم يكن كذلك إنما كان دائما يدعو للمحبة والسلام والتسامح وعدم ايذاء الآخرين مهما كانت دياناتهم أو طوائفهم، ونحن من هذا المنطلق كمسيحيين في الكويت ندعم كل جهد يؤدي إلى المحبة والسلام والاستقرار وهذا دعانا في الكويت إلى تأسيس مجلس العلاقات الإسلامية المسيحية الذي يضم في عضويته رجال دين مسلمين ومسيحيين بهدف تعميق لغة الحوار والتفاهم والتعاون بين الديانتين المسيحية والإسلامية، ومن هذا المنطلق نرفض ونستنكر الفيلم المسيء للنبي محمد ونأمل ان يتم التعامل مع هذه القضية والاثارة بردود فعل تتسم بالعقل والحكمة.

ردود الأفعال

• كيف رأيتم ردود الفعل الإسلامية والمسيحية تجاه الفيلم؟

نحن نتمنى ان تكون ردود الفعل حكمة، ولكن بإجماع كافة المسلمين ومشايخ الدين ردود الفعل لم تكن منضبطة وكان ينقصها العقل والحكمة وهذا أدى إلى اسالة الدماء وقتل ابرياء ليس لهم ذنب على هذا الصعيد فضلا عن المباني والسفارات التي أحرقت خاصة في ليبيا والسودان وطرابلس بلبنان حيث ان في هذا البلد انصب جام الغضب الشعبي على مطاعم خاصة فما ذنب أصحابها مثلا، لذلك انا أقول مثلما قال اخوتي المسلمون تجاه ذلك الحدث وردود الافعال بأن ردود الفعل يجب ان تكون منضبطة بعيدا عن التعصب، وانا من هذا المنطلق أدعو الرب ليلهم الجميع الحكمة بالتعامل مع مثل هذه الامور وان تحل مثل هذه القضايا بافضل من ذلك، وهناك افكار وحلول طرحت للرد العقلاني على هذا الفيلم من المسلمين انفسهم مثل القيام بفيلم هادف للرد على «المسيء» من خلال عمل فني يسطر سيرة النبي محمد ويشرح رسالة الإسلام وهذا الفيلم يكون أبلغ رد على الفيلم المسيء.

حق التعبير مكفول

• لكن ما هو رأيكم كمسيحيين بتظاهر الكويتيين المسلمين امام السفارات للرد على ذلك الفيلم؟

حق التعبير مكفول لاي مواطن في الكويت، وهذا ما نص عليه الدستور وحقوق الإنسان لكن يجب ألا يؤثر ذلك على مشاعر الآخرين ولا يمس مصالح الغير إنما يكون ذلك بطريقة حضارية لا تقتل الارواح ولا تخرب الممتلكات لأن ذلك نتحفظ عليه ونظرنا كيف كانت الانعكاسات السلبية للمظاهرات التي حدثت بسبب الفيلم المسيء والتي راح ضحيتها أبرياء ليس لهم ذنب بالفيلم ودمرت وأحرقت ممتلكات وسفارات وبعثات دبلوماسية.

• إذاً ماذا تقول بشأن المظاهرات التي حدثت في البلاد خاصة محاولة اقتحام السفارة الاميركية؟

الغلو بالتعبير عن الرأي والتحول إلى الاتجاه للعنف أمر غير مقبول ونحن في الكويت اعتدنا على الحرية التي كفلها الدستور لكن ما حدث امام السفارة الاميركية وبعض السفارات يؤدي إلى زعزعة الامن والاستقرار وهذا عكس ما تهدف إليه كل الديانات وخاصة المسلمة والمسيحية التي تدعو بدورها إلى بث الاستقرار والطمأنينة بين كل افراد المجتمع، أما بشأن المظاهرات فيجب أن تكون بحدود النظم والدستور بالقانون لاننا إذا اتجهنا إلى العنف ربما يسيء للقضية التي من أجلها حدث ذلك، فلا بأس للتعبير عن الرأي لكن التظاهر بهدف الاضرار مثلا بالهيئات والبعثات الدبلوماسية كما حدث بالسفارة الاميركية فهذا أمر مرفوض خاصة ان هناك معاهدات دولية ان الكويت مسؤولة امنيا عن أمن وحماية السفارات الموجودة على أرضها ولو تم الاضرار بأي سفارة ستكون الكويت مسؤولة عن ذلك أمام الدول المعنية وانا من هذا المنطلق اشيد بحكمة وعقلانية الحكومة ممثلة بوزارة الداخلية في تعاملها الراقي مع المتظاهرين امام السفارة الاميركية حيث إن تعامل رجال الأمن كان على مستوى الحدث وجنب ذلك حدوث أي اضرار في السفارة الاميركية.

إغلاق باب الفتنة

• مارأيك في الوقت الذي عرض فيه الفيلم

تزامن الفيلم المسيء مع ذكرى أحداث الحادي عشر من سبتمبر والهجوم على مركز التجارة العالمي في أميركا يبدو متعمدا لاستفزاز العالم الاسلامي على هذا الصعيد كما حدث العام الماضي عندما قام القس الاميركي الذي حرق القرآن وكان من أبرز تداعيات هذا الموضوع قام أحد الدعاة المسلمين بحرق الانجيل امام مؤيديه، فالاميركي كان شخصا غير عاقل قام بعمل لا يتسم بالحكمة وكان يجب على الداعية المصري ان يقابله بأفضل من ذلك لا أن يعمل ما عمله ذلك القس غير العاقل فكيف ان تنهي عن فعل وتأتي بمثله؟

انتشار السلام

• ككويتي وقيادي مسيحي كيف ترى الحل في مثل هذه الممارسات التي تهدف أغلبيتها إلى زعزعة العلاقة بين المسلمين والمسيحيين؟

مطلوب المزيد من الحوار واللقاءات الودية بين المسيحيين والمسلمين والعمل على التعاون بين أبناء الديانتين في جميع المجالات، ونحن نسعى إلى أن يكون لمجلس العلاقات الإسلامي المسيحي في الكويت دور مهم في تقرير لغة الحوار والتسامح، لتكون هي العنوان الرئيسي في التعامل في ما بيننا، واقامة الندوات والمؤتمرات، وتكليل الجهود المسيحية والمسلمة للتعاون على البر والتقوى وانتشار السلام.

مجلس إسلامي - مسيحي

• ما الرسالة التي يحملها مجلس العلاقات الإسلامية - المسيحية؟

تهدف رسالة المجلس إلى تعميق لغة الحوار واحداث التقارب بين الدين الإسلامي والمسيحي، ونحن بدورنا قمنا بزيارات اسلامية ومسيحية داخل وخارج الكويت، حيث يترأس المجلس سماحة الشيخ السيد محمد المهري، وأنا أعمل نائبا للرئيس، إضافة إلى مجموعة من رجال الدين المسلمين والمسيحيين، وقمنا بزيارة بابا الفاتيكان، وكانت الزيارة ناجحة بكل المقاييس، وبحثنا كيفية التعاون مع المؤسسات التابعة للفاتيكان، من أجل الحوار بين الأديان المختلفة خصوصا بين المسلمين والمسيحيين، كما اننا زرنا ايران وتعرفنا على هيئة الحوار والثقافة في طهران والتقينا بالمراجع الدينية وقمنا بالتحاور معهم، وزرنا الأماكن المسيحية هناك واطلعنا على أوضاع الطائفة المسيحية في إيران، كما زرنا دار المعارف الإسلامية في طهران والكنائس القديمة في اصفهان، وكانت زيارة ناجحة، وسنقوم خلال المرحلة المقبلة بزيارات عديدة لمصر ولبنان، لإحداث التقارب الديني المسيحي والمسلم بعد استقرار الأوضاع هناك.

رعاية سمو الأمير

• التقيت قبل فترة سمو أمير البلاد فكيف لمست استقباله وتوصياته لكم خصوصا انك قس كويتي؟

تشرفت بلقاء سمو الأمير في مايو الماضي لتقديم الشكر والعرفان له على ما يقدمه من رعاية كبيرة ومشهودة لأبناء الطائفة المسيحية في الكويت سواء كانوا كويتيين أو وافدين، حيث أبدى سموه احترام الكويت للأديان السماوية قاطبة واتباعها من الناس، وأكد أن أرض الكويت أرض للسلام والمحبة، وهي آمنة، وحسب الدستور يمكن لأفراد الديانات الأخرى ممارسة شعائرهم الدينية بكل حرية، إذ إن سمو الأمير يعتبر حامي الدستور وذلك الموروث الذي يكفل حرية الأديان والاعتقاد، ونحن من هذا المنطلق نشكر سمو الأمير على الحفاوة الكبيرة التي يرعى بها المسيحيين في الكويت، وهذا الأمر أكبر دليل على القيادة الحكيمة لسمو الأمير لوطننا الكويت فهو النوخذة، وندعو الله أن يمد في عمره ليقود بلدنا إلى الأمن والاستقرار من خلال حكمته، خصوصا مع الظروف التي تعصف بالعالم، ونحن حاليا أحوج ما نكون للاقتداء بحكمة سموه وحنكته السياسية لنعبر بالكويت إلى بر الأمان.

تعاون حكومي وحرية

•كيف ترون تعامل الحكومة الكويتية مع المسيحيين في الكويت؟

حكومتنا كانت ولا تزال حريصة على تطبيق مبدأ حرية الأديان، ونحن كمسيحيين في الكويت نشيد بتعاون الحكومة معنا ومنحنا الحرية غير المشهودة في ممارسة شعائرنا الدينية وتقديم الحماية الأمنية لكل الكنائس، ونشكر الله اننا لم نشهد أي شيء يعكر صفو العلاقة بين الحكومة والمسيحيين، بل على العكس تماما حكومة الكويت ترعانا بكل ما تملك وتقدم لنا تسهيلات كبرى، ونشكرها على اهتمامها وتدبير امورنا وتخليص معاملاتنا.

وأنا أفتخر بالمجتمع الكويتي الذي أعيش فيه ويعيش معي اخوتي المسيحيين والمسلمين بمختلف جنسياتهم.

• ما رأيكم في ما يثار سياسيا من قبل النواب وارتفاع سقف الطرح؟

بداية الديمقراطية الكويتية باتت مثلا للعالم اجمع، وفي هذا الصدد نتمنى من بعض النواب والنشطاء السياسيين ان يتحلوا بمزيد من الحكمة والتروي في الطرح، وأن يضعوا نصب اعينهم مصلحة الكويت، حيث اننا من الممكن أن نتفق او نختلف حول مصلحة الكويت وتحقيقها، فالاختلاف سنة الكون، ولابد ان يقودنا إلى مزيد من الوحدة الوطنية وليس التناحر والبغضاء، لذلك مطلوب تحكيم العقل في هذه الأمور، والعمل على عدم تدني أو تردي لغة الحوار السياسي في ما بيننا، فللأسف ما شاهدناه من قبل نواب الأمة من تدن واضح للغة الحوار أمر يضيق له الصدر، لذلك لابد من التعاون في ما بيننا كنواب ومواطنين من أجل مصلحة الكويت وأهلها.

مطالبنا

• هل لكم مطالب تضعونها بين يدي الحكومة؟

الحكومة لم تقصر معنا وتقف الى جانبنا دائما، ونحن من هذا المنطلق نتمنى ان تخصص الحكومة لنا كمسيحيين مواقع أو أراضي أكثر من الحالية لإقامة دور عبادة بها، نظرا لأن الحالية لم تعد تتسع نظرا لكثرة مرتاديها من المسيحيين.

شكراًَ جابر المبارك على وقوفه إلى جانبنا

شكر القس عمانويل رئيس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك على وقوفه الدائم مع مطالب المسيحيين والمسلمين في الكويت، مشيرا إلى أنه يعتبر رجل المهمة الحالية والمقبلة ويضع الكويت واهلها في قلبه، ومن هذا المنطلق أطلب من النواب والوزراء التعاون مع هذا الرجل الإصلاحي الذي يعمل بكل ما يملك من قوة من اجل تطوير وازدهار الكويت.

ساحة الإرادة والكنيسة الإنجيلية

قال عمانويل غريب إن موقع الكنيسة الإنجيلية الحالي على شارع الخليج لا يحسد عليه، نظرا لقربه من ساحة الإرادة، حيث تكون في بعض الأحيان في وضع حرج عندما تقام تجمعات الإرادة، واذكر وجود زحمة لكثرة الموجودين في الساحة، لكن هذا لا يزعجنا لأننا نعيش في بلد ديمقراطي.

نظرة المجتمع الكويتي

أكد غريب أن «مجتمعنا واحد وأشعر بنظرة تقدير ومحبة وود من قبل اخوتي المسلمين، وهذا الأمر ألمسه من خلال معاشرتي للكويتيين المسلمين سواء في المناسبات والأفراح والأحزان، فضلا عن اللقاء الأسبوعي في ديوانية الكنيسة الإنجيلية، وندعو الله ان تتوطد العلاقة بين المسيحيين والمسلمين بالكويت».

150 كويتياً مسيحياً

قال عمانويل غريب إن عدد الكويتيين المسيحيين في الكويت يقدر بـ150 كويتياً مسيحياً يعيشون على الأرض الحبيبة كمواطنين وينعمون بكل حقوقهم التي كفلها لهم الدستور الكويتي، حيث ينتمي المسيحيون الكويتيون إلى نحو 6 عائلات.

حل القضايا العالقة

دعا عمانويل غريب نواب الأمة إلى عقد حوار وطني يعمل من خلاله الجميع نحو حل القضايا العالقة في البلاد، خصوصا في ما يتعلق بالجوانب السياسية، لافتا إلى ضرورة ان يضع نواب الأمة مصلحة الكويت وأمنها نصب أعينهم، فأنا ككويتي لا أقبل على وطني الممارسات التي أشاهدها حاليا من قبل بعض النواب.

«الإنجيلية» دشنت ديوانيتها

أعلن القس عمانويل غريب ان الكنيسة الانجيلية دشنت ديوانيتها الاسبوعية لتعميق حوار الأديان واحداث التقارب بين المسلمين والمسيحيين داخل المجتمع الكويتي، مشيرا الى ان رواد هذه الديوانية كثر، وهم من الساسة والمثقفين ورجال الدين الكويتيين وتقام مساء كل سبت من كل أسبوع في مقر الكنيسة الإنجيلية مقابل يوم البحار.

back to top