الموت يتجول في سورية

نشر في 24-03-2012
آخر تحديث 24-03-2012 | 00:01
No Image Caption
 محمد عبدالله السبيعي أنت في سورية: لعبةُ المجنون، جنود يجوبون الأزقة والطرق بحثاً عن فريسة أخرى، وصديقٌ يطعن ثم يرمى في الأزقة، وشعبٌ منهار ممزق الأوصال لم يبقَ له سوى الدعوات والكثير من الأكفان.

في سورية: دُفن الأطفال، ودُفنت الإنسانية مع كل الضمائر العربية، في كل يوم يلتقي العشرات من الأطفال في تلك المقابر السوداء للقاء في باطن الأرض، لا فرق بين مسيحي ومسلم فالجميع سواء.

الطغاة دينهم الخلود مهما كان الثمن، والشعب دينه الانتحار وطريق اللاعودة.

في سورية: أصوات البنادق والقنابل، وأصواتٌ هستيرية من أفواه البشر يهتفون "الله أكبر... الله أكبر"، وأصوات السموات السبع تبكي الشهداء.

الموتُ ينثر رائحته في كل مكان، لا أمان، لا وطن، والخوف يسيطر على كل العيون الخائفة، آهٍ غرق الشعب في بحر القضية! وإن لكل مشكلة "شماعة فلسطينية".

في سورية: سقطت ورقة التوت، وتكشفت العورات والنوايا، سقط شهيدٌ آخر، ويحفر أخوه قبراً آخر، فقد استشهد حفار القبور ثم يشعل البخور هنا وهناك.

في سورية: تنحني الرؤوس ليقطف الأسد شهيداً آخر، وأمام أعين العدو الرحيم والجار الملثّم الخائف مما هو قادم نهزّ رؤوسنا! لا تعليق، فما قاله العدو الرحيم قلنا وما نهانا عنه انتهينا.

back to top