بذر الكتان... أكثر من فائدة لصحّتك

نشر في 27-08-2011 | 22:01
آخر تحديث 27-08-2011 | 22:01
لعلّك سمعت عن فوائد بذر الكتان أو على الاقل سمعت أحد الأشخاص يأتي على ذكره كمادة مساعدة على محاربة أمراض كثيرة أو الوقاية من بعض الآفات. من أهم ميزات بذر الكتان أنّه مخزن حقيقي للطاقة ولأحماض الأوميغا 3 مع أن ثمنه بخس جداً. وقد يهمّك أن تعرف أنّ الهيئة الأميركية للقلب عدّلت في دليلها الغذائي لتنصح بتناول الأطعمة المحتوية على الأوميغا 3 الدهنية مرتين على الأقل أسبوعياً. لا يعود سبب رواج بذور الكتان الى غناها بالأوميغا 3 فحسب بل لأنها قادرة على التقليل من خطر الإصابة بأمراض القلب والجلطات الدماغية وارتفاع ضغط الدم، فضلاً عن السكري وأمراض المناعة الذاتية وجميع أنواع الالتهابات. وقد تكون الأخبار المتعلّقة بتأثير تناول الكتان على المصابات بسرطان الثدي الأكثر رواجاً، إذ أظهرت دراسة شملت 120 امرأة ان أدنى نسبة إصابة بسرطان الثدي تسجّلت لدى النساء اللواتي تحتوي أنسجة أثدائهن على أعلى نسبة من أحماض الأوميغا 3 الدهنية المتوافرة بشكل كبير في بذور الكتان. أما أولئك اللواتي أصبن بسرطان الثدي منهنّ، فقد كانت لديهن أدنى نسبة احتمال انتشار السرطان في أعضاء أخرى من الجسم.

إذا أردت التعرّف الى فوائد هذه البذور بشكلٍ مفصّل، ما عليك إلا قراءة كتاب الدكتور هيرب جوينز بيه «قوة الشفاء في بذر الكتان» الصادر عن دار الفراشة في بيروت، لكن سنزوّدك هنا بنكهة مختصرة عنه.

أمراض القلب ومضاعفاتها هي السبب الرئيس للوفيات في الولايات المتحدة وقد بلغ انتشارها حداً وبائياً في الغرب، فضلاً عن أن الذبحات القلبية

والجلطات الدماغية وغيرها من الإصابات المتعلقة بتصلّب الشرايين والميل إلى تخثّر الدم وانقباض الشرايين، هي المسؤولة عن حوالي 43% من الوفيات في أميركا.

لننظر إلى بعض أسباب أمراض القلب والشرايين القاتلة:

تميل الدهون المشبعة في الطعام إلى زيادة معدّل الكولسترول في الدم، ومثال على ذلك الليبوبروتينات المنخفضة الكثافة (LDL) وهي الكولسترول السيئ الذي يسبّب نشوء الصفيحات التي تؤدي الى تصلّب الشرايين، لذلك فالدهون المشبعة تساهم في زيادة التعرّض للإصابة بأمراض القلب والنوبات الصدرية والجلطة الدماغية. كذلك، تمنع الدهون المشبعة جدران الخلايا من أداء وظيفتها بشكل صحيح. ودهون الـtrans (الموجودة في الأطعمة المقليّة والمرغرين وكثير من المعجنات) توقف عمل الأنزيمات التي تفتّت الأحماض الدهنية وهي أيضاً تعيق عمل جدران الخلايا بشكل صحيح.

لمعلوماتك:

تصلّب الشرايين مرض تحلّلي يصيب الأوعية الدموية. يتميّز بتراكم الدهون، خصوصاً الكولسترول متّحداً مع بعض البروتينات وكريات الدم البيضاء، داخل الشريان حيث يتكوّن ندب يسلب الشريان مرونته.

الشريان الأبهر والشرايين التاجية والشرايين التي تغذي الدماغ، هي الأكثر تعرّضاً للإصابات المميتة: الذبحة القلبية والجلطة الدماغية.

ارتفعت نسبة أمراض القلب خلال السنوات الخمسين الماضية وأصبحت سبب الوفيات الأول بين الأميركيين، إذ تقتل منهم 750000 شخص سنوياً. يبقى السرطان المرض الأكثر مهابة، لكن أمراض القلب التي يمكن الوقاية منها ما زالت تسبّب ويلات أكبر للناس حول العالم مع ازدياد عدد الدول التي تتبنّى العادات الغذائية الأميركية غير الصحيّة.

المواد المشابهة للهرمونات والتي تسمّى البروستاغلاندينات، تُصنع من أحماض الأوميغا 3 والأوميغا 6 الدهنية.

التحكّم بدرجة انقباض عضلات الشرايين الملساء، إحدى وظائف البروستاغلاندينات. وأي نقص في كمية الأحماض الدهنية الأساسية سيعيق الحفاظ على ضغط الدم في حدوده الصحيحة، ويسبّب إفراز المزيد من البروستاغلاندينات غير المرغوب فيها التي تؤدي إلى انقباض الشرايين وانخفاض كمية البروستاغلانديات المطلوبة لمنع تقلّص عضلات الشرايين. وقد يؤدي نقص هذه الأحماض الدهنية إلى الإصابة بارتفاع ضغط الدم.

كذلك، يسبّب نقص زيوت الأوميغا 3 وزيادة زيوت الأوميغا 6، زيادة إفراز مواد غير مرغوب فيها في الصفيحات الدموية تسمى الترومبوكسانات، وهي تسبّب تلاصق الصفيحات ببعضها البعض ما يزيد ميل الدم إلى التخثّر. من الواضح أن ازدياد الميل إلى التخثّر يرتبط بازدياد خطر الإصابة بالذبحة القلبية والجلطة الدماغية. يُذكر أن نظاماً غذائياً تزيد فيه نسبة أحماض الأوميغا 3 على نسبة أحماض الأوميغا 6 يساعد على إفراز ترومبوكسانات في الصفيحات تقلّل من قابلية تخثّر الدم.

الاضطرابات كافة التي وصفناها أعلاه، تولّد إما زيادة في قابلية الدم للتخثّر أو تقلصاً في قطر الشرايين (بسبب تصلّب الشرايين أو انقباض عضلاتها الملساء). وقد تسبّب زيادة الضغط على القلب عند القيام بعمل، توسّع البطين الأيسر.

هل تعلم؟ ذات يوم كان يُعتبر تخطيط القلب غير ضروري.

منذ 80 عاماً، أحضر بول دادليوايت اختراعاً يُعرف باسم «تخطيط القلب الكهربائي» من ألمانيا إلى أميركا، فقال له زملاؤه إن هذه الآلة لا قيمة لها لأن نسبة أمراض القلب كانت قليلة جداً آنذاك في الولايات المتحدة. ألا أنه بعد مرور 30 عاماً، ارتفعت هذه النسبة بشكل سريع لدرجة أن آلة تخطيط القلب أصبحت آلة التشخيص الأكثر نفعاً.

الكولسترول وأمراض القلب

يعرف الأشخاص الواعون لأمور الصحة أن مستويات الكولسترول العالية في دمائهم تزيد خطر إصابتهم بأمراض القلب. يشكل الكولسترول عنصراً أساسياً في البنية الخلوية، كذلك يشكّل مادة خام لصناعة الهرمونات الستيرويدية في الغدة الكظرية والمبيضين والخصيتين. وإذا كان نظامكم الغذائي خالياً من الكولسترول فسيصنعه الكبد من الأحماض الدهنية الثلاثية، الغليسيريد، ليلبّي حاجات الجسم. إلا أن وجود مستويات مرتفعة من نوع معين من الكولسترول الذي يسمى الليبوبروتينات المنخفضة الكثافة (LDL)، قد يؤدي الى الإصابة بتصلّب الشرايين.

تنقل الـLDL الكولسترول من الكبد إلى الأنسجة البعيدة. وبغياب مضادات الأكسدة، قد تصاب الـLDL بالأذى بسبب الجذور الحرة فتتحول إلى LDL مؤكسدة.

وهذه الأخيرة تؤذي جدران الأوعية الدموية الداخلية وتسبّب تصلّب الشرايين. من جهة أخرى، ينتج الجسم ليبوبروتينات عالية الكثافة (HDL) تنقل الدهون من الأنسجة البعيدة إلى الكبد حيث تجري عملية الأيض ويتخلّص الجسم منها. والـ HDL الموجودة في الأوعية الدموية، تحمي من تكوّن الصفيحات التصلّبية في الشرايين.

تشير نسبة الـ LDL الى الـ HDL (وتسمى أيضاً نسبة خطر الإصابة بأمراض القلب) إلى مدى تراكم الكولسترول في الجسم أو مدى تفتيته وإفرازه منه. يمكن التخفيف من خطر الإصابة بأمراض القلب بشكل كبير عبر تخفيض نسبة

الـ LDL ورفع نسبة الـ HDL. أظهرت الدراسات أنه مع انخفاض مستوى الـ LDL في الدم بنسبة 1% ينخفض خطر الإصابة بالذبحة القلبية بنسبة 2% وعلى العكس، مع ارتفاع مستوى الـ LDL بنسبة 1% ينخفض خطر الإصابة بالذبحة القلبية بنسبة 4%. يشكل تخفيض مستوى الكولسترول في الدم إحدى الخطوات الأولى للوقاية من أمراض الشرايين التاجية والجلطة الدماغية وعلاجها. تبيّن الأدلة بشكل واضح أن ارتفاع مستوى الكولسترول، خصوصاً

الـ LDL، خطير على الصحة.

إليك مستويات الكوليسترول والتريغليسيريد التي يُنصح بالحفاظ عليها:

الكولسترول العام: أقل من 200 مليغرام من الديسيليتر.

الليبوبروتينات المنخفضة الكثافة LDL: أقل من 130 ملغ/ دسل.

الليبوبروتينات العالية الكثافة HDL: أكثر من 35 ملغ/ دسل.

نسبة الـ LDL إلى الـ HDL: أقل من 4.5.

التريغليسيريد: من 50 إلى 150 ملغ/ دسل.

مصدر طبيعي

في الثمانينات من القرن العشرين، بدأت الهيئة العامة للجراحة والأكاديمية الوطنية للعلوم في الولايات المتحدة تنصحان المستهلكين بأن النظام الغذائي الذي يحتوي على كمية من أقل من الدهون المشبعة وكمية أكبر من الألياف، قد يكون أكثر نفعاً لصحّتهم. وقد جاءت هذه النصائح بناءً على إحصائيات طبّية جديدة. فعلى سبيل المثال، فإن خمسة من الأسباب العشرة الأولى للوفيات في الولايات المتحدة، كأمراض القلب وبعض أنواع السرطان والجلطة الدماغية والسكري وتصلّب الشرايين، لها علاقة وثيقة بوجود خلل غذائي.

وبالتالي نصحت الهيئة العامة للجراحة المستهلكين بخفض كمية الدهون المشبعة والكولسترول التي يستهلكونها وفي الوقت عينه زيادة كمية ما يتناولونه من حبوب كاملة وخضار وفواكه. أقنعت هذه المعلومات الجديدة المعهد الأميركي الوطني للسرطان ببدء برامج تكلفتها 20.5 مليون دولار لمعرفة المزيد عن المواد الكيماويّة النباتية الطبيعية الموجودة في بعض أنواع المأكولات التي تقي من الإصابة بالسرطان.

وكانت بذور الكتان أحد أولى الأطعمة الواعدة التي تمت دراستها. وكانت الأبحاث قد أظهرت سابقاً أن الخلايا في بذور الكتان تحتوي على مواد كيماوية نباتية تُسمى الليغنانات. ويعود الاهتمام الكبير بالليغنانات إلى الاعتقاد بأن لها علاقة بالنسبة القليلة للإصابة بسرطانَي الثدي والقولون لدى الأشخاص الذين يعتمد نظامهم الغذائي على النباتات والحبوب. وتحتوي بذور الكتان تحديداً على كمية من الليغنانات النباتية تفوق بـ100 إلى 800 مرة ما تحتوي عليه النباتات الأخرى التي تنافسها كنخالة القمح، والجودار والحنطة السوداء (القمح الروسي) والدخن، وحبوب الصويا والشوفان.

الليغنانات

استخدام بذور الكتان للوقاية من السرطان «مجال واعد جداً» بحسب الدكتورة ليليان طومسون من جامعة تورنتو، وهي أحد المراجع الأولى في العالم في ما يتعلق بالفوائد الصحية لبذور الكتان خصوصاً لجهة دورها في الوقاية من سرطان الثدي وعلاجه. هل تعلم أن الليغنانات الموجودة في بذور الكتان قادرة على تقليص حجم الورم كما تبيّن الدراسات التي أجريت على الحيوانات؟ وكان قد تبين سابقاً أن ليغنانات بذور الكتان تؤدي دوراً وقائياً في المراحل الأولى لنشوء الورم. أما الدكتورة طومسون فأرادت أن تعرف أكثر: أي ما إذا كانت المكملات الغذائية التي تحتوي على بذور الكتان قادرة على تقليص حجم الورم بعد 13 أسبوعاً من حقن الحيوانات بالمادة المسرطنة، وهل ستمنع هذه المكملات ظهور أورام جديدة. وجاءت نتائج دراستها لتفيد أنه بعد سبعة أسابيع من العلاج بالمكمّلات التي تحتوي على بذور الكتان، تقلّص حجم الأورام إلى النصف في جميع المجموعات التي تلقت العلاج، بينما لم يتغيّر حجم الأورام في المجموعات التي تلقت علاجاً وهمياً. تشير العلاقة بين تقلّص حجم الأورام وبين كمية الليغنانات في البول، إلى أن تقلّص حجم الورم يعود جزئياً إلى الليغنانات المأخوذة من بذور الكتان.

تم التأكّد من هذه النتائج في دراسة أخرى قامت بها طومسون ومساعدوها، فأظهرت أن تدعيم الغذاء ببذور الكتان أو ليغناناته منفردة، يقلّص حجم وعدد أورام الثدي التي تم التسبّب بها كيماوياً.

لا يقتصر المفعول الوقائي لليغنانات بذور الكتان على ما تقدّم، إذ يبدو أنها تضعف الأثر السام للكميات الفائضة من الأستروجين، خصوصاً أنواع الأستروجين القوية المرتبطة بظهور السرطان. يؤدي الأثر الذي يتركه تعرّض جسم المرأة للأستروجين بشكل متكرر طوال حياتها، بما في ذلك مدة دورتها الأستروجينية، دوراً هاماً لجهة خطر إصابتها بالسرطان. ويُعتقد أنه بما أن ليغنانات بذور الكتان تتمتع بخصائص أستروجينية طفيفة، فهي قادرة على إزاحة الأستروجينات الأكثر قوة من مستقبلات الأستروجين الموجودة على خلايا الثدي. وبما أن الليغنانات تتمتع بخصائص أستروجينية ضعيفة، يسود الاعتقاد بأن لها أثراً مفيداً مضاداً للأستروجين شبيهاً بأثر دواء التاموكسيفين ولكن من دون أن يكون لها مضار الدواء.

في الواقع، تمت مقارنة تأثيرات بذور الكتان المضاد للأستروجين والتاموكسيفين عبر مراقبة الدورة الهرمونية النسائية. أدى تناول أغذية غنية بالدهون المستخلصة من بذور الكتان إلى تقصير الدورة الهرمونية الطويلة لدى ثلثي الحيوانات التي أُجريت عليها التجربة. أما مع تناول التاموكسيفين فقد لوحظت دورة هرمونية غير منتظمة لدى 83% من الحيوانات. لذلك، فإن كلاً من التاموكسيفين وبذور الكتان يتمتعان بخصائص مضادة للأستروجين، لكن بذور الكتان ليست سامة للأنسجة كالتاموكسيفين (بما في ذلك دوره في الإصابة بسرطان الرحم).

في تقرير نُشر عام 1999، قدّمت طومسون وفريقها أدلة مثيرة للاهتمام تفيد بأن حصول الفتيات على بذور الكتان الغنية بالليغنانات في عمر مبكر (بما في ذلك تناول الأم بذور الكتان أثناء حملها) يمكن أن يقلّل من خطر إصابتهن بسرطان الثدي طوال حياتهن. يبدو أن الليغنانات تقوم بهذه الوظيفة عبر تأثيرها على براعم النمو النهائية في نسيج الثدي الغددي. في هذه الدراسة الاختبارية، تسبّب تناول بذور الكتان بتأخير سن البلوغ لدى القوارض. في ما يتعلق بالمرأة فإن هذا يعني تقليص خطر إصابتها بسرطان الثدي عبر تقليص مدة تعرّضها للأستروجين.

قارن باحثون من قسم العلوم الطبيعية في جامعة كلارك أطلنطا في جورجيا، مستوى الليغنانات في بول البشر وفي بول الحيوانات الرئيسة (primates) المقاومة للسرطان. فتبين أن الحيوانات الرئيسة التي تستهلك طعامها المعتاد تفرز كميات كبيرة من الأنترولاكتون والإنتروديول، المصنوعين من الليغنانات. وحين أُطعمت مأكولات غنية بالدهون، انخفض إفراز الليغنانات مع البول بنسبة تزيد على 90%، وهو مستوى الإفراز الموجود لدى النساء المصابات بسرطان الثدي. فاستنتج الباحثون أنه «بما أن الحيوانات الرئيسة تقاوم بشكل خاص سرطان الثدي وسرطان الجهاز التناسلي عند علاجها بالأستروجين، فإن المعطيات المتوافرة راهناً تشير إلى أن النسبة العالية للأستروجينات النباتية والليغنانات الموجودة في غذاء هذه الحيوانات الطبيعي، قد تكون هي بالتحديد السبب الذي يجعلها مقاومة للمؤثرات الهرمونية التي تُستخدم للتسبّب بإصابتها بالسرطان».

تحقّقت دراسة فنلندية حديثة من العلاقة بين مستوى الأنتولاكتون وخطر الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء الفنلنديات. شملت الدراسة 194 امرأة مصابة بسرطان الثدي (68 منهن في المرحلة المحيطة بسن انقطاع الحيض النهائي، و126 ممن تجاوزن هذا السن) كنّ قد شاركن في الدراسة قبل الإصابة بالسرطان و208 نساء غير مصابات بالسرطان كعيّنة مقارنة. فتبيّن أن انخفاض مستوى الخطر هو نفسه لدى كل من النساء اللواتي في المرحلة المحيطة بسن انقطاع الحيض النهائي واللواتي تجاوزن هذه السن.

في الوقت ذاته، كانت الدكتورة جوان سلافين، بروفيسورة التغذية في جامعة مينيسوتا، قد قررت التحرّي عن طريقة تأثير بذور الكتان على معركة الجسم مع سرطان الثدي الذي أصابه. أعطت سلافين ومساعدوها 20 غراماً من بذور الكتان لكل واحدة من ا لـ28 راهبة في أحد أديرة مينيسوتا. كانت جميع النسوة في الدراسة من اللواتي بلغن 65 سنة من العمر وأكثر. قاس الباحثون مستويات الهرمونات الجنسية لديهن فتبيّن أن مستوى الهرمونات الجنسية المعروفة بعلاقتها بالإصابة بسرطان الثدي، انخفض لدى النساء اللواتي تناولن بذور الكتان. تشير هذه النتائج بشكل واضح إلى دور هذه البذور في تخفيض خطر الإصابة بسرطان الثدي.

في دراسة أخرى أُجريت على عيّنة بشريّة ونُشرت نتائجها في ديسمبر عام 2000، تبيّن أن تناول 25 غراماً يومياً من دقيق بذور الكتان في الفترة الممتدة بين تشخيص الإصابة بسرطان الثدي وإجراء الجراحة، يقلل كمية العلامات البيولوجية الواسمة لنمو الورم لدى النساء اللواتي تجاوزن سن انقطاع الحيض النهائي وشُخّص لديهن حديثاً سرطان الثدي المتأثر بالأستروجين، وهو التأثير عينه الذي يتركه التاموكسيفين، الدواء المضاد للأستروجين.

تدعم هذه الدراسات النتائج التي توصّل إليها أخيراً باحثون فرنسيون، إذ وجدوا أنه يمكن توقّع خطر الإصابة بالسرطان من انخفاض مستوى حمض الألفا لينولينيك. صممت الدراسة التي أجريت في وسط فرنسا لاكتشاف ما إذا كان حمض الألفا لينولينيك يمنع الإصابة بسرطان الثدي. فأُخذت خزعات من أنسجة الثدي لدى 123 امرأة عند تشخيص سرطان الثدي الذي لم تنتشر نقائله لديهن بعد، وجمعت 74 امرأة مصابة بأورام الثدي الحميدة في عيّنة مقارنة. انخفض خطر سرطان الثدي لدى النساء اللواتي تناولن أكبر كمية من حمض الألفا لينولينيك بنسبة 74% مقارنةً مع النساء اللواتي تناولن أدنى كمية منه. وبحسب الباحثين فإن ذلك يشير إلى «الدور الوقائي لحمض الألفا لينولينيك من خطر سرطان الثدي».

سرطان بطانة الرحم

ذكر باحثون من مركز السرطان في كاليفورنيا الشمالية أن النساء اللواتي يتناولن أعلى مستوى من الأستروجينات النباتية كالليغنانات أقل عرضة لخطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم. نشوء هذا النوع من السرطان مرتبط بشكل كبير بالتعرّض للأستروجين لفترة طويلة من دون وجود أية عوامل هرمونية أخرى لكبحه. يقول الباحثون إن الأستروجينات النباتية قد يكون لها تأثير مضاد للأستروجين ويضيفون أن «خطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم أكبر لدى النساء البدينات اللواتي تجاوزن سن انقطاع الحيض واللواتي لا يتناولن إلا كميات قليلة من الأستروجيات النباتية».

سرطان البروستات

تظهر الدراسات الحديثة أن المأكولات المصنوعة من بذور الكتان المطحونة الغنية بالليغنانات لها فوائد تفوق ما كان يُعتقد سابقاً بالنسبة الى صحة الرجال الذين يحاربون سرطان البروستات. ولعلّ لهذه الأنباء أهمية خاصة لدى الرجال المهتمين بتقليص خطر إصابتهم بهذا المرض. ففي دراسة أجريت في جامعة ديوك الطبية، درس الدكتور وندي ديمارك واهنفريد ومساعدوه قدرة بذور الكتان على منع تطور سرطان البروستات لدى 25 رجلاً كانوا ينتظرون أن تجرى لهم جراحة لاستئصال البروستات. طلب من الرجال الخمسة والعشرين أن يتناولوا أطعمة قليلة الدهون وأن يدعموا غذاءهم بتناول ثلاث ملاعق من بذور الكتان المطحونة يومياً.

ذكر الباحثون في التقرير الذي نشروه في عدد يوليو 2001 من مجلة urology أنه بعد حوالي 34 يوماً من تناول بذور الكتان تمكّن الرجال من تخفيض مستويات الكولسترول والتستوستيرون لديهم، كذلك تضاءل عدد الخلايا الورمية مقارنةً مع عيًنات سابقة. تضاءلت أيضاً لديهم مستويات مولد المضاد الخاص بالبروستات الذي يقاس به نشاط الخلايا الخبيثة. ولم يترافق مع انخفاض مستوى التستوستيرون انخفاض في الرغبة الجنسية.

كذلك، لاحظ الفريق الأوروبي للأمراض السرطانية في بلجيكا النتائج ذاتها لجهة الفاعلية العالية لبذور الكتان في الوقاية من سرطان البروستات وعلاجه. فقد صرّح الباحثون أنهم لاحظوا أن نسبة الإصابة بسرطان البروستات واحتمال الإصابة بورم البروستات الحميد لدى الرجال الآسيويين أقل بكثير مما هما لدى الغربيين. ويصاب الرجال النباتيون بسرطان البروستات بنسبة أقل من الرجال الآسيويين كونهم يستهلكون أطعمة قليلة الدهون وغنية بالألياف، وهي أطعمة تزوّد الجسم بالأستروجينات النباتية التي تساعد على تقليل خطر الإصابة بسرطان البروستات.

سرطان الجلد (الميلانوميا)

درس باحثون من قسم العلوم البيوطبّية في جامعة كريغتون في نبراسكا، أثر تدعيم الطعام ببذور الكتان على خلايا الميلانوميا. فكانت النتيجة أن هذه البذور قلّصت ظهور الورم بنسبة 63% وقلّلت مساحة الورم وحجمه بما يتناسب مع كمية البذور التي تم تناولها، ما يشير إلى أن بذور الكتان قد تكون ذات فائدة في الوقاية من هذا الورم وفي علاجه أيضاً.

سرطان القولون

اكتشفت طومسون وغيرها من الباحثين من قسم علوم التغذية في جامعة تورونتو، أونتاريو- كندا، أن الليغنانات تحدّ بشكل ملحوظ من نمو أربعة أنواع مختلفة من خلايا سرطان القولون.

وفي دراسة تجريبية، تحقّق الباحثون من قدرة بذور الكتان على المدى الطويل على الحماية من سرطان القولون ومما إذا كان أثرها هذا عائداً إلى كمية الليغنانات الكبيرة التي تحتوي عليها. فاستنتجوا بأن «لبذور الكتان تأثيراً يقي من سرطان القولون».

سرطان البنكرياس

بما أن الدراسات التي أجريت في المختبرات أظهرت أن عدداً من الأحماض الدهنية المتعددة غير المشبعة يمنع نمو الخلايا السرطانية، قرّر العلماء التحقّق مما إذا كانت الأحماض الدهنية قادرة على التأثير في نموّ سرطان البنكرياس لدى البشر. ففحصوا كلاً من حمض اللاوريك (الغار) وحمض الستياريك (الشمع)، وحمض البالميك (النخيل) وحمض الأولييك(الزيتون) وحمض اللينولينيك (الكتان) وحمض الألفا لينولينيك والغاما لينولينيك وحمض الأركيدونيك والدوكوزاهيكساينويك DHA والإيكوزابنتاينويك EPA وآثارها على نمو الخلايا. وقد تبيّن أن لجميع الأحماض الدهنية غير المشبعة التي تمت دراستها أثراً مانعاً لنمو الخلايا السرطانية، وكان لحمض EPA (الموجود في الأسماك البرية والذي يصنعه الجسم من حمض الألفا لينولينيك الموجود في بذر الكتان) الأثر الأقوى بينها. أما الأحماض الأحادية غير المشبعة (كزيت الزيتون) والأحماض الدهنية المشبعة (الموجودة في لحوم الأبقار والحليب ومشتقاته) فلا تمنع نمو تلك الخلايا.

وصفات للوقاية من السرطان

إليك ستة مفاتيح تساعدك على تخفيض خطر الإصابة بالسرطان أو كبح انتشاره في الجسم وجعل علاجه أكثر سهولة:

- مارس الرياضة بانتظام. سابقاً، كان يسود الاعتقاد بأنه تكفي ممارسة الرياضة لمدة 20 إلى 30 دقيقة يومياً أو ثلاث مرات أسبوعياً. لكن هذا ليس صحيحاً، إذ من الضروري ممارسة الرياضة المكثّفة لما يقارب الساعة يومياً.

- تناول كميات كبيرة من الألياف. تعتبر بذور الكتان مصدراً رائعاً للألياف. فتناول 30 الى 40 غراماً من دقيق بذور الكتان يومياً يزوّدك بـ24% من كمية الألياف القابلة للذوبان وغير القابلة للذوبان التي تحتاجها يومياً إضافة إلى كميات كبيرة من أحماض الأوميغا 3 الدهنية والليغنانات وحمض الفينوليك والفلافونويدات والمغنيزيوم.

- تناول الدهون الجيدة الغنية بأحماض الأوميغا 3 الدهنية كتلك الدهون التي تحصل عليها من بذور الكتان وسمك السلمون والرنكة.

- إخبز أو اشترِ أطعمة مصنوعة من بذور الكتان، كذلك أضف هذه البذور إلى عصير الفواكه المفضّل لديك (الأفضل أن يكون عصير الثمار العنبية (التوتيّات) الغنية بمضادات الأكسدة كالتوت البري مثلاً).

- تأكّد حين تشتري طحين بذور الكتان الكاملة لتستخدمه في تحضير المعجنات، أن يكون مذكوراً على غلاف العلبة أن البذور مطحونة طحناً بارداً وأنها عضوية 100%، أي أنه لم تدخلها السموم القاتلة للحشرات والنباتات البرية. يسمح طحن الحبوب طحناً بارداً باستخراج الفيتامينات والمعادن والأحماض الأمينية والليغنانات والمواد الغذائية النباتية الطبيعية الموجودة فيها من دون أن تصاب أحماض الأوميغا 3 الدهنية الحساسة بأذى. وفي الوقت عينه تزداد مساحة سطح الألياف القابلة للذوبان وغير القابلة للذوبان، ما يزيد منافع بذور الكتان إلى الحد الأقصى.

من منافع بذور الكتان الأخرى أن الألياف القابلة للذوبان الموجودة فيها تبطّئ عمليّة هضم النشويات وامتصاصها، ما يخفّض مستوى سكر الدم ومستويات الأنسولين وغيره من ردات الفعل الهرمونية الأخرى.

لمعلوماتك:

حارب السرطان بالخلطة المضادة الخاصة بالدكتورة جوهانا بدويغ.

تُعتبر الدكتورة جوهانا بدويغ واحدة من أوائل العلماء في العالم الذين أثبتوا وجود خصائص علاجية في بذور الكتان. إليك واحدة من وصفاتها المفضّلة (ملاحظة: على الأشخاص الذين يعانون من الحساسية تجاه الحليب ومشتقاته أن يتجنبوا هذه الوصفة أو يضيفوا بعض التعديلات إليها مثل استبدال جبنة الحلوم بجبنة أقل تسبباً بالحساسية):

ضع في الخلاط:

- فنجاناً من جبنة الحلوم أو اللبن الرائب القليل الدهون.

- ملعقتين إلى خمس ملاعق من زيت بذور الكتان.

- ملعقة إلى ثلاث ملاعق من بذور الكتان المطحونة للتو.

- كمية كافية من المياه لجعل المزيج ناعماً.

- رشة فلفل حار.

ولك الخيار في إضافة كمية قليلة من المواد التالية بحسب الرغبة: ثوم، فلفل أحمر، نعنع...

- أخلط المزيج ليصبح ناعماً وتناول قليلاً منه يومياً.

السكري

السكّري مرض مزمن يطاول أيض الكربوهيدرات والدهون والبروتينات، ويتميّز بارتفاع مستوى السكر في البول. عند الإصابة بالسكري، إما يكون البنكرياس غير قادر على إفراز الكمية الكافية من الأنسولين أو تكون خلايا الجسم قد أصبحت مقاومة للأنسولين أو غير قادرة على الاستجابة لتأثيره. وحين يفشل سكّر الدم في الدخول إلى الخلايا ويتراكم في الدم، يتسبّب هذا الأمر بحدوث مضاعفات مرتبطة بمرض السكري كخطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين، والجلطة الدماغية واختلال وظيفة الكليتين وفقدان البصر وفقدان وظيفة الأعصاب.

ثمة مجموعة من الأعراض والعلامات التي تشير الى الإصابة بالسكري:

التبوّل بكثرة، التعب، الضعف، الفتور، شعور بالخدر في الأيدي والأقدام، كذلك تخفّ مقاومة الجسم للعدوى، ما يؤدي إلى ظهور الفطريات المهبلية، ذلك أن ارتفاع نسبة السكر في الدم يؤثر على قدرة كريات الدم البيضاء على استخدام الفيتامين C.

الأنسولين

اكتشف الباحث ليوارد ستورلين من أستراليا أن الأشخاص الذين تفتقر خلاياهم العضلية إلى أحماض الأوميغا 3 الدهنية وتزداد فيها نسبة أحماض الأوميغا 6، هم أكثر عرضة للإصابة بالبدانة وبمقاومة الأنسولين في آن. وعندما تناقص الفرق في نسبة النوعين من الأحماض الدهنية تناقص وزن المرضى وقلّت اضطرابات الأيض لديهم.

ثمة أمل بأن يؤدي تعديل النمط الغذائي إلى تحسين حساسية الجسم تجاه الأنسولين. في العام 1997، التزم 55 شخصاً شُخصت إصابتهم بالمتلازمة X بحمية غذائية غنية بأحماض الأوميغا 3 الدهنية المستخلصة من الأسماك. بعد عام على ذلك، تحسّنت حساسيتهم على الأنسولين وتناقص وزنهم، كذلك تدنّت مستويات ضغط الدم والتريغليسيريد لديهم.

وفي دراسة أخرى شملت 48 شخصاً التزموا بحميات غذائية قليلة الكولسترول لكن غنية بالكاربوهيدرات أو غنية بأحماض الأوميغا 3 الدهنية، تبيّن أن ثمة فرقاً شديداً في صحة الأشخاص بين المجموعتين. فبعد سنة من تناول أطعمة قليلة الدهون كثيرة الكاربوهيدرات ارتفع مستوى الغلوكوز وانخفضت الحساسية تجاه الأنسولين. أما الأشخاص الذين التزموا الحمية الغنية بأحماض الأوميغا 3 الدهنية فقد تحسّنت لديهم الحساسية تجاه الأنسولين وانخفض مستوى السكر في الدم وارتفعت نسبة الدهون الحميدة المرتفعة الكثافة (HDL) وتدنت نسبة التريغليسيريد وانخفض ضغط الدم.

أحد مفاتيح تحسين الحساسية تجاه الأنسولين والتخلّص من المشاكل المتعلّقة بمتلازمة X، هو اعتماد نظام غذائي قليل الكاربوهيدرات البسيطة المكررة (كتلك الموجودة في السكاكر والحلويات والمعجنات والأطعمة الجاهزة)، وغني بأحماض الأوميغا 3 الدهنية المتوافرة في بذور الكتان والأسماك البرية.

كذلك من الجيّد الإكثار من تناول أسماك المحيطات البرية والخضار ذات الأوراق الخضراء، وبذور الكتان، والفول والحبوب الكاملة إضافة إلى المكسرات والجوز. من المهم أيضاً تناول المكملات الغذائية الملائمة بما في ذلك تلك التي تحتوي على الكروميوم والنياسين B3. وتؤدي الرياضة دوراً حيوياً في تحسين الحساسية تجاه الأنسولين.

أطعمة نموذجيّة غنية بالسكر

تسبِّب المأكولات التالية الدخول السريع لكميات كبيرة من السكر إلى الدورة الدموية، ما يؤدي إلى ارتفاع حاد في مستوى سكر الدم:

- المشروبات الغازية المحلاة بالسكر.

- الرز الأبيض.

- المربيات والهلام (JELLO).

- الحبوب الغنية بالسكر.

- السكاكر البسيطة.

- الشيبس المصنوع من الذرة.

تكيّسات المبيض

تحمّل نساء كثيرات أكياس المبيض مسؤولية كل ما يصيبهن، من الحيض المؤلم حتى العقم. في الواقع، ثمة أنواع متعددة من متلازمة تكيسات المبيض التي تصاب بها النساء، لكن أكثرها تسبباً بالمشاكل هو متلازمة تكيسات المبيض المتعددة التي تتميز بعدم الإباضة (عدم خروج بويضة قابلة للحياة من المبيضين)، وعدم انتظام الدورات الشهرية، وارتفاع مستوى الأندروجينات.

قد تشتكي النساء المصابات بهذا المرض من نزيف مهبلي غير عادي، ومن العقم والبدانة ونمو الشعر المفرط في الوجه وتساقط الشعر وظهور البثور على البشرة. إضافة إلى ذلك، فإن التغيرات العيادية والهرمونية المرتبطة بهذا المرض كتورّم المبيضين وزيادة كمية الجريبات الصغيرة (ظهور تكيسات متعددة في المبيضين) التي تظهر عند التصوير الصوتي هي من علامات هذا المرض الأساسية. وعلى رغم أن التصوير الصوتي يظهر تكيسات متعددة لدى 20% من النساء في سن الخصوبة، إلا أن متلازمة تكيسات المبيض المتعددة بشكلها الكامل لا تصيب إلا من 4 إلى 10% من النساء حول العالم في هذا العمر.

تعتقد النساء غالباً بأن هذه المتلازمة هي مرض يصيب الأعضاء التناسلية الأنثوية لأنه يؤثر في الخصوبة وقد يسبّب عدم انتظام الحيض أو غيابه كلياً. إلا أنه على رغم أن المبيضين في حال الإصابة بهذا المرض يفرزان كميات كبيرة من الهرمونات الذكرية، لكن الدراسات الحديثة تشير إلى أن عدم التوازن الهرموني هذا يعود إلى سبب آخر ألا وهو ارتفاع نسبة الأنسولين الذي يفرزه البنكرياس. هكذا، فإن الأدلة العلمية المتزايدة تشير إلى أن هذه المتلازمة اضطراب متعدّد الأسباب في جهاز الغدد الصماء له آثاره على الصحة النسائية.

ما العوامل المؤثرة في متلازمة تكيسات المبيض المتعددة؟

لمتلازمة تكيّسات المبيض المتعددة مظاهر متنوّعة تشترك في علاجها اختصاصات طبية متعددة: الطب النسائي، طب الغدد الصماء، والقلب والأطفال وطب الجلد. تنتشر مقاومة الأنسولين بين المصابات بهذا المرض، وهي كما نعرف تكون أشد لدى النساء البدينات. تشير هذه الملاحظة إلى أن متلازمة تكيسات المبيض المتعددة والبدانة يشتركان في التأثير على مقاومة الأنسولين التي تؤدي إلى زيادة إفراز الأنسولين في البنكرياس وارتفاع نسبته في الدم.

بعد تناول وجبة طعام يرتفع سكر الدم، ما يدفع بالبنكرياس إلى إفراز الأنسولين في الدم، وهذا بدوره يدفع العضلات والخلايا الدهنية إلى الاستحواذ على الكمية الفائضة من السكر واستهلاكها أو تخزينها على شكل غليكوجين في العضلات أو دهون في الخلايا الدهنية. لسوء الحظ، مثلاً يعاني حوالي 16 مليون أميركي من عدم قدرة أجسامهم على التعامل بشكل مناسب مع الأنسولين والحفاظ على سكر الدم في أفضل مستوياته. نتيجة لذلك، ترتفع نسبة السكر في الدم ويفرز الجسم كميات فائضة من الأنسولين. ذلك بسبب الإصابة بالمتلازمة X التي قد تؤدي الى إصابة بعض النساء بمتلازمة تكيسات المبيض المتعددة.

يعتقد أطباء كثر أن أي امرأة تعاني من ارتفاع ضغط الدم تعاني أيضاً من مقاومة الأنسولين.

قد يرتبط ارتفاع أنسولين الدم غالباً بمتلازمة تكيسات المبيض المتعددة وارتفاع نسبة الهرمونات الذكرية والعقم وظهور البثور والشعر الزائد واضطرابات الأيض (metabolism). إضافة إلى ذلك، تُعتبر مقاومة الأنسولين في متلازمة تكيسات المبيض المتعددة عامل خطر للإصابة بسكري الحوامل.

وخطر الإصابة بعدم تحمّل الغلوكوز لدى النساء المصابات بمتلازمة تكيسات المبيض المتعددة هو من 5 إلى 10 مرات أعلى مما هو لدى غيرهن، كذلك تظهر إصابتهن بالمرض في عمر مبكر (في العقد الثالث أو الرابع من العمر). البدانة ووجود إصابات سابقة في العائلة بالنوع الثاني من السكري وارتفاع نسبة الهرمونات الذكرية، كلّها أمور تساعد في زيادة خطر الإصابة بالسكري لدى النساء المصابات بمتلازمة تكيسات المبيض المتعددة.

يعتقد باحثون كثر اليوم أن متلازمة تكيسات المبيض المتعددة هي في الواقع نوع من الاضطرابات السابقة للسكري. فعلى سبيل المثال تشير التقديرات الواردة من جامعة نورثوسترن في إيلينوي إلى أن المصابات بهذه التلازمة يواجهن خطر الإصابة بالسكري 7 مرات أكثر من النساء اللواتي لا يعانين منها. لذا يركّز الطب الطبيعي في تعامله مع متلازمة تكيسات المبيض المتعددة على العوامل المشتركة بين هذه المتلازمة والسكري والبدانة.

لكنْ ثمة خبر سار وهو أنه عند تخفيض البدانة بالتزام نظام غذائي معين وعبر ممارسة الرياضة، قد تعود الخصوبة بشكل سريع إلى كثير من هؤلاء المريضات.

يقول الخبير في الصحة النسائية توري هدسون إن بذور الكتان المطحون برزت كأحد أبسط وأبخس المكملات الغذائية التي تضيفها المرأة إلى نظامها الغذائي، وثمة أدلة علمية جديدة كثيرة تدعم هذه النظريّة.

خسارة الوزن

بما أن متلازمة تكيّسات المبيض المتعددّة قد تشمل الإصابة بالبدانة فمن المهم أن تعلم النساء أنهن لن يكتسبن الوزن عند تناول بذور الكتان. بحسب الدراسات، فإن الأنظمة الغذائية الغنية بأحماض الأوميغا 6 الدهنية المأخوذة من زيوت حبوب الصويا وبذور دوار الشمس أو الدهون المشبعة، تؤدي إلى كسب الوزن أكثر بكثير من الأنظمة الغذائية التي تعتمد على أحماض الأوميغا 3 الدهنية. ففي إحدى الدراسات، تناولت المجموعات قيد الدرس كميات متساوية من السعرات الحرارية والدهون، فكان الفرق في زيادة الوزن عند نهاية الدراسة بين المجموعات التي تناولت أطعمة تحتوي على زيت الصويا والمجموعات التي كان نظامها الغذائي مرتكزاً على أحماض الأوميغا 3 الدهنية، موازياً للفرق بين رجلين يبلغ وزن أحدهما 75 كلغ والآخر 112 كلغ.

سكر الدم

في دراسة حديثة تمت مقارنة المكملات الغذائية التي تحتوي على بذور الكتان مع العلاج بالهرمونات البديلة. فتبين أن تناول 40 ملغ من بذور الكتان يومياً ليس موازياً بفاعليته للأدوية التي تحتوي على الأستروجين والبروجسترون في تحسين الأعراض المتوسّطة لانقطاع الحيض فحسب بل يخفّض أيضاً مستوى السكر والأنسولين في الدم.

أما في النطام الغذائي الأميركي النموذجي فإن كمية أحماض الأوميغا 6 الدهنية الموجودة في زيوت الذرة والعصفر والقطن ودوار الشمس والدهون المشبعة الموجودة في لحم البقر ومشتقات الحليب والمأكولات المقلية تفوق كمية أحماض الأوميغا 3 الدهنية الموجودة في الأسماك البرية وبذور الكتان.

في أستراليا، اكتشف الباحث ليونارد ستورلين أن الأشخاص الذين تحتوي خلاياهم العضلية على كمية قليلة من أحماض الأوميغا 3 الدهنية وكمية كبيرة من أحماض الأوميغا 6 الدهنية أكثر عرضة للإصابة بمقاومة الأنسولين والبدانة. وكلما كان عدم التوازن بين نوعي الأحماض الدهنية أشد، ازداد الوزن واشتدت الاضطرابات المتعلقة بالأيض (metabolism).

الدورة الشهرية

تؤثّر بذور الكتان إيجاباً على الدورة الشهرية.

تشعر النساء اللواتي يتناولن بذور الكتان بتحسّن آلام الثدي والنفخة والهبات الحرارية وغيرها من أعراض المتلازمة السابقة للحيض وسن انقطاع الحيض النهائي. كذلك، تساعد ليغنانات بذور الكتان على تنظيم الدورة الشهرية لدى المرأة. إذ بيّنت إحدى الدراسات أن الدورة الشهرية تأتي دائماً في موعدها عند النساء اللواتي يتناولن ليغنانات بذور الكتان بينما لا تكون منتظمة لدى النساء في المجموعة المقارنة.

بذور الكتان تمنع انتشار سرطان الثدي.

وأخيراً حصلنا على براهين مقنعة من التجارب البشرية على وجود علاقة متينة بين مستويات الأنواع المختلفة للأحماض الدهنية في النسيج الدهني للثدي وبين ظهور النقائل السرطانية الهجومية. لذلك، حتى عند الإصابة بالسرطان، فإن تناول ليغنانات بذور الكتان يقلّل خطر ظهور النقائل. ففي بحث نُشرت نتائجه في مجلة British Journal of Cancer تمت دراسة حالات الإصابة بسرطان الثدي الموضعي غير المنتشر لدى 121 امرأة. فأُخذت عيّنات من أنسجة الثدي الدهنية أثناء الجراحات وفُحصت الأحماض الدهنية التي تحتوي عليها. لوحظ وجود علاقة متينة بين نقص حمض الألفا لينولينيك (المتوافر بشكل كبير في بذور الكتان) وبين غزو الورم للأوعية الدموية، ما يعني احتمال انتشار المرض في الجسم. بعد متابعة استمرت حوالي 31 شهراً، ظهرت النقائل السرطانية لدى 21 امرأة منهن. فكانت أحجام الأورام الكبيرة، وارتفاع سرعة انقسام الخلايا وغزو الورم للأوعية الدموية والمستوى المنخفض لحمض الألفا لينولينيك، هي العوامل الوحيدة المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بارتفاع خطر انتشار النقائل. والعبرة التي يجب أخذها من هذه الدراسة هي التالية: الحفاظ على نسبة حمض الألفا لينولينيك في الجسم ضمن الحدود الطبيعية، يقلّل خطر انتشار سرطان الثدي.

لمعلوماتك:

الفوائد التي تجنيها المرأة من تناول بذور الكتان:

انخفاض خطر الإصابة بالسرطانات المرتبطة بالأستروجين.

- انخفاض خطر انتشار النقائل السرطانية.

- التخفيف من الهبات الحرارية.

- التخفيف من النفخة.

- التخفيف من آلام الثدي.

- تنظيم الدورة الشهرية.

- تقوية الأظفار.

- تحسين بنية البشرة ومظهرها.

- زيادة لماعية الشعر وتحسين مظهره.

- سد الشهية عن الأطعمة المضرة المشبعة بالدهون.

تنصح الدكتورة كريستيان نورثرب، واحدة من أهم خبراء صحة المرأة في أميركا، بتناول بذور الكتان وزيتها منذ سنوات: «بذور الكتان هي أغنى مصدر نعرفه للمواد الأستروجينية النباتية والمضادة للسرطان التي تُعرف باسم الليغنانات. فنسبة الليغنانات في بذور الكتان تفوق بأكثر من مئة مرة نسبتها في غيرها من المصادر كالحبوب والفواكه والخضار. ثمة عدد من الأسباب التي توجب على كل منّا إضافة المزيد من الليغنانات إلى طعامنا. ولعل السبب الأكثر إقناعاً بينها هو أن لليغنانات تأثيرات قوية مضادة للسرطان».

back to top