خذ وخل: استلاب اللاب الغلاب

نشر في 05-08-2011
آخر تحديث 05-08-2011 | 00:01
 سليمان الفهد لو كنت من قبيلة «بني لاب» مثل أخي «العبدلي» لعانيت مكابدته السالف ذكرها! وأيقنت أن الانضمام إلى هذه القبيلة، يستوجب نفي العلاقة بالقلم والورق والكتاب الورقي، الذي تحضنه وأنت تقرؤه في كل مكان وزمان!

* تابعت بفضول عارم مكابدة الزميل الكاتب المبدع الدكتور «ساجد العبدلي»، تجاه الكتابة بالقلم الذي هجر استخدامه من جراء انضمامه لقبيلة «بني لاب توب» الرقمية العالمية المدهشة! وحمدت المولى سبحانه وتعالى على علاقتي الهامشية الهشة بالفضاء الرقمي بتبدياته كافة!

ولا بأس عليّ إذا بدوت ديناصوراً، ما زال يتشبث بالمحبرة والورق والقلم والكتاب الورقي، ويرسل مقالته المدبجة بالقلم عبر الفاكس لا الإيميل! زد على ذلك، إن شئت، مسألة أن حضرة جهاز «اللاب توب» الذي يتصدر مكتبي في القاهرة، مجرد وسيط ورقي يطبع لي ما أريد قراءته من مقالات ورسائل!

* نعم أنا ديناصور ورقي وأفتخر! ويستحيل علي هجرة أصدقاء العمر، كرمى لحضرة «الكمبيوتر» واللاب توب، وفضائهما الرقمي المعجون بالفتنة الطاغية، التي لم يسلم منها سوى الدناصير أمثالي!

قلت لنفسي الأمارة «بالدنصرة»، لو كنت من قبيلة «بني لاب» مثل أخي «العبدلي» لعانيت مكابدته السالف ذكرها! وأيقنت أن الانضمام إلى هذه القبيلة، يستوجب نفي العلاقة بالقلم والورق والكتاب الورقي، الذي تحضنه وأنت تقرؤه في كل مكان وزمان! ومن هنا: باتت علاقتي بـ»اللاب توب» هشة، إلى حد أنه صار مشاعاً كالسبيل للأصدقاء الذين يزورنني! حسبك دليلاً على ما ذكرته أن العبد لله اعتاد أن يعطي من يسأله كتابة «الإيميل» الخاص به، مشفوعاً دوما بالمفتاح «الباس وورد»! لظني أن المفتاح مشاع وضروري للمرسل! ومن هنا تجدني كلما نسيت «الباس» أهتف إلى الصديق الروائي «حمدي أبوجليل» ليملي عليّ شفرة المفتاح!

* ولعلي مدين بالاعتذار لكل الذين يراسلونني على «الإيميل» لكوني غبت عن فضائه قرابة الشهور الأربعة، بسبب مرضي ومن ثم نقاهتي في لبنان وخلافه! ورغم معرفتي بتقنية التراسل عبر «البراق»، وهو ترجمة جاري «للإيميل» فإني نادراً ما ألجأ إلى استخدامها، للأسباب المذكورة آنفا بتواتر ممل! ولعلي لم أخف سعادتي- ولا أقول شماتتي- بمكابدة أخينا مع الكتابة بالقلم، خصوصا «الاستلاب» الذي يحدثه التوحد مع «اللاب» الغلاب لكل ما عداه من سبل كتابة وإبداع وقراءة!

ولعلي مدين بالاعتذار ثانية لأولئك الذين راسلوني بقصد الرد عليهم بينما كنت نائيا عن «اللاب» المتربع في سكني بقاهرة المعز لا يبرحها أبداً! وعلى طريقة الأستاذ «حسنين هيكل»: أستأذن بالانصراف عن الكتابة إلى ما بعد عيد الفطر المبارك، بإذن واحد أحد، لأني سأصوم عن الهذرة على الورق طيلة شهر رمضان، ربما لأن الشياطين تصفد فيه وتغيب! وعساكم من عواده.

* مسك الختام: «إذا كنتم كلكم تبكون فمن سرق المصحف؟!» (الفقيه القاضي العز بن عبدالسلام) قالها لتلاميذه حين غاب عنهم لحظة وعاد ليكتشف سرقة مصحفه!! لله درك ياوطني على كثرة البكائيين فيك على سرقة «....» كل شيء!!

back to top