الفرق بين الشاذ والمميز

نشر في 08-10-2011
آخر تحديث 08-10-2011 | 00:01
No Image Caption
 نوال أحمد الصالح سألتني إحدى الأمهات مساعدتها لحل مشكلة ابنتها البالغة من العمر 14 سنة، والتي تدرس في إحدى المدارس الخاصة، فهي تعاني عدم قدرتها على التعبير عن نفسها مع مدرسيها وعدم قدرتها على التفاعل مع معلم الفصل، وشرح وجهة نظرها تجاه أي موضوع يطرح.

فأصبحت تعاني الخجل الاجتماعي وتتحاشى الدخول في أي مناقشات مع أقرانها أو معلميها في المدرسة، وتعزو البنت أسباب مشكلتها إلى طريقة والديها في التربية، والتي جعلت كل شيء ممنوعا، مما جعلها تفقد الثقة بنفسها وبالتعامل مع غيرها.

إن أهم أسباب هذه المشكلة هو اختلاف الثقافات والعادات بين الابنة وأقرانها في المدرسة؛ كونها مدرسة أجنبية ولابد أن تتطبع بالطابع الغربي المختلف تمام الاختلاف عن طابعنا العربي، ومن المعروف أن وضع المختلف بين مجموعة متشابهات يجعله شاذاً أو مميزاً.  وفي حالة البنت وشعورها بالخجل وعدم الثقة بالنفس كونها تشعر بأنها وحيدة بين أقرانها مختلفة في تصرفاتها فإن ذلك يعزز لديها الشعور بأنها شاذة بينهم ولا تنتمي إليهم. وحل هذه المشكلة يتخذ منحيين: المنحى الأول، يتعلق بمعتقدات البنت ومدى إيمانها وثقتها بمفاهيم الصواب والخطأ في تصرفاتها تجاه زملائها في المدرسة ومعلميها وتجاه الحياة... فمتى ما آمن المرء بمبدأ، فمن الصعب على أي كان أن يغيره له.  لذلك وجب على الأم أن تعلم ابنتها أن تنظر إلى مشكلتها على أنها الصح في المجتمع بين أفراد مختلفين وشاذين، وأنها مميزة بأخلاقها وتصرفاتها، ويجب أن تنمي لدى ابنتها مبدأ الاعتزاز بعاداتنا وتقاليدنا التي تحثنا على التحدث بطريقة لبقة وتوصيل المعلومة بأسلوب سلس وراق وهادئ ومفهوم.

أما المنحى الثاني، فهو يتعلق بطريقة التحدث أمام تلاميذ الفصل ومعلميهم، وهنا يجب على البنت أن تبدأ بتحديد الموضوع الذي تريد التحدث عنه والتعبير عن مشاعرها تجاهه، ولتأخذ البنت فترة ربع ساعة مع نفسها تحاول أن ترتب أفكارها، وتكتب كل مشاعرها ومعتقداتها وأفكارها ورأيها بكل صراحة على ورقة، ومن ثم تقرأها وتعيد صياغتها حتى تصل إلى الدرجة التي ترضيها من توصيل المعلومة بفهم ولباقة، فتتعلم طرق التواصل والحوار وشد الانتباه بكل أدب وحياء، لتصبح بعدها طالبة مميزة ومعروفة بحسن خلقها بين أقرانها.

ملخص القول: إن الحياء فن له أصوله، لا تتقنه إلا المميزات بأخلاقهن وتصرفاتهن.

back to top