الكلام أسهل من الفعل

نشر في 22-10-2011
آخر تحديث 22-10-2011 | 00:01
 نوال أحمد الصالح كثيرا ما تشعر الأمهات بالإحراج من تصرفات أطفالهن، وغالبا ما أصادف أمهات لا يحبذن الخروج مع أطفالهن، ويفضلن جلوسهم في المنزل متعذرات بعدم قدرتهن على السيطرة عليهم، وكثيرا ما يتردد على ألسنتهن "ليش عيال هالزمن غير عن أول" من حيث العناد وكثرة الحركة والمشاغبة، وكثيرا ما يقابل ردي بالنقد وعدم الاقتناع، وفي ختام المحادثة بأن الكلام أسهل من الفعل.

وهذا مبدأ صحيح!! ولأنني لا أملك لإثبات صدق حلولي ومقترحاتي في التعامل مع الأطفال سوى صغاري الأحبة، لذلك فإنني دائما ما ألجأ إلى اتباع أساليبي المقترحة معهم بناء على دراستي ومطالعاتي في التربية والنمو، وكثيرا ما تجدني عندما يتشاجر صغاري أتبع أسلوب المراقب الصامت لبعض الوقت، وذلك لتحليل الموقف والتصرف حياله، وقد لاحظت عدة ملاحظات لها الأثر الكبير في تصرفات أطفالي، ومن أهمها عدم الإنصات لهم عند التعبير عما يضايقهم، فقد لاحظت أن الخادمة عندما تريد أن تقوم بتغيير ملابس الأطفال أو حتى غسل أيديهم المتسخة، غالبا ما يلازم ذلك مقاطعة لما يقومون به من لعب أو مشاهدة برامجهم المفضلة دون سابق إنذار، فيلجأ الطفل إلى البكاء، وأحيانا إلى الضرب رغبة منه في التريث لحين الانتهاء مما يقوم به من عمل، إلا أنها تحمله بين يديها وتتحدث معه بصوت يعلو على صراخه بأنها سوف تقوم بتبديل ملابسه أو غسل يديه دون التريث لسماع وجهة نظره، فيلجأ بعدها إلى الضرب.

وعليه فإن من أهم مبادئ التربية السليمة لطفلك هو تعليم من يشاركك في رعاية الطفل الطرق الصحيحة في التعامل معه، كأن تقف في مواجهته وتتحدث إليه بصوت هادئ، معلمة إياه بأنه يجب عليه غسل يديه أو تبديل ملابسه للخروج، وإعطائه مهلة خمس ثوان لتقبل الأمر والموافقة عليه، وقد أظهرت هذه الطريقة أثرا كبيرا في تحسن معاملة أطفالي مع الخادمة دون صراخ.

ولأنني أحرص عند الخروج من المنزل على مرافقة أبنائي إلى أي مكان، فقد لاحظت أنهم في بعض الأوقات يصبحون مشاكسين ويتشاجرون سواء في السيارة أو أثناء التسوق، وتصادف هذه الأوقات أوقاتا معينة، وهي إما التأخر عن موعد نومهم وإما التأخر عن موعد أكلهم، وإما شعورهم بالملل، وخاصة في أوقات التسوق، لذلك حرصت على حمل حقيبة للمأكولات الخفيفة والعصائر والماء لحل مشكلة الجوع مع حمل لعبهم المفضلة لحل مشكلة الملل، أما مشكلة التأخر عن موعد النوم فليس له حل سوى الرجوع إلى المنزل.

مخلص القول:

إن اللجوء إلى المشاغبة والمشاجرة بين الأبناء جزء من نموهم، ومن أهم أساليب التربية الصحيحة قضاء أطول وقت ممكن مع أطفالك لفهم احتياجاتهم.

back to top