زعيم الفرفشة والهلوسة!

نشر في 02-03-2011
آخر تحديث 02-03-2011 | 00:00
 عبدالله المسفر مضحك جدا زعيم الزعماء وحاكم الحكام ومدير المديرين وملك الملوك المعتوه المهلوس مدمر القذافي الذي ابتليت به الشقيقة ليبيا منذ ما يزيد على أربعة عقود، ففي مصر تجد أن الطرفة أو النكتة يصنعها الشعب أما في ليبيا فالنكتة يصنعها الرئيس إيماناً منه بأهمية الكوميديا في حياة الشعوب، وأنها هي التي تلهم الناس للإبداع والابتكار.

حقيقة كلما طرأ على ذهني القذافي هذا وجدت نفسي أبتسم، ولكن سرعان ما أحزن للأوضاع التي تحدث في ليبيا، وهذا العدد الكبير من الشهداء الذين أهدر دمهم هذا المعتوه صاحب العروض الكوميدية المتواصلة.

للأسف هذه هي حال بعض شعوبنا العربية عاشت تحت سطوة مجانين السلطة ومهووسي المال والنفوذ وحب التملك، وهذا هو السبب الرئيس الذي أدى بالعالم العربي إلى هذه الأوضاع المتردية التي لم تمر عليه في أي عصر من العصور... ولم يصادف أبداً أن نكون في ذيل الركب وأضعف وأهون وأفشل شعوب العالم من قبل.

القذافي المضحك هذا زعيم الفرفشة اتهم المتظاهرين بأنهم يتعاطون حبوب الهلوسة التي جلبها لهم أسامة بن لادن، والواضح أن الزعيم هذا نفسه هو الذي يتعاطى حبوب الهلوسة ليس في وقتنا الحالي فحسب ولكن منذ استولى على الحكم، وهذه الهلوسة تظهر عليه في ملابسه المصنوعة من قماش «البرديات»، ومن مشيته التي تفوقت على مشية الطاووس، وحتى حديثه غير المفهوم الذي يصل إليك معناه بالإيحاء.

ألقاب القذافي تعددت ومن الواضح أنه كان متخصصاً، وكرس حياته لجمع هذه الألقاب بداية من ملك ملوك إفريقيا، وهو أساسا ليس ملكاً، وعميد الحكام العرب والزعيم وغيرها من الألقاب التي منها كبير سلاحف النينجا، والرجل الوطواط، ورئيس رؤساء الاحتيال والنصب على الشعوب العربية.

آخر ما ظهر عن القذافي أن عثر في أحد قصوره على أدوات سحر وشعوذة، فالرجل لم يدع مجالا إلا خاض فيه حتى السحر، لذلك هو- كما قال- «المجد»، فاستحق أن ينهب من الشعب الليبي ثروة تقدر بـ131 مليار دولار!

ويقول القذافي إنه ليس رئيساً بل هو قائد ثورة، فأي ثورة هذه التي امتدت إلى أكثر من أربعين سنة؟ وثورة على من ولماذا؟ المضحك جداً أن القذافي نزل إلى المظاهرات وتظاهر، ولولا حارسه الخاص لكان انضم إلى الثوار المعارضين له وليس المناصرين الذين أطلقهم في الشوارع.

ورغم كل ما يحدث في الساحة العربية الآن، فإننا متفائلون ببزوغ فجر جديد على أمتنا العربية تستعيد فيه عافيتها، وتتقدم وتصبح في طليعة الأمم كما كانت، فمثل هذه الأنظمة الورقية الهشة التي استأسدت على شعوبها لسنوات يجب أن تزول، والحمد لله أننا نعيش في الكويت بلد الحرية والعدل، ولا نعيش في تلك البلاد التي يحكمها الاستبداد والقمع.

ما سيحزننا فقط بعد الرحيل الوشيك للرئيس الليبي أننا لن نجد مَن يضحكنا بهذا القدر من الكوميديا، وعزاؤنا الوحيد في أن يقلده الفنانون في مسلسلاتهم ومسرحياتهم، شريطة ألا ينسوا تصريحات القذافي على شاكلة «ليبيا تقود أميركا اللاتينية وآسيا ودول العالم»، «أسامة بن لادن وزع حبوب الهلوسة على المتظاهرين»، و»عين حاسدة أصابت الجماهيرية»، و»سنحول البلاد إلى جمر أحمر»... وغيرها من تصريحات القذافي المضحكة وخليفته سيف الإسلام.

داخل نطاق الموضوع:

عجيب غريب أمر الرئيس الإيراني الذي يسعى إلى انتزاع لقب الكوميديان الأول في العالم من الرئيس الليبي، فرئيس إيران يقول نستنكر عملية القمع «التي لا تصدق» في ليبيا وندعو المسؤولين في كل الدول أخذ إرادة شعوبها في الاعتبار... فهل نسي الرئيس الإيراني أنه أبرز من قمع المتظاهرين منذ الانتخابات الرئاسية الأخيرة قبل عامين؟ وهل يا ترى كان الرئيس الإيراني يوجه النصيحة لنفسه على اعتبار أن الحديث بصوت مرتفع ينبه الإنسان ويذكره بما يجب أن يفعله... عموماً الساحة ستخلو للرئيس الإيراني قريباً ليبدأ في إمتاعنا بعباراته الكوميدية الهزلية مثل «أسامة بن لادن وزع حبوب الآش على المتظاهرين».

back to top