الشرطة في خدمة الارهاب!


نشر في 20-03-2011
آخر تحديث 20-03-2011 | 00:01
 خلف الحربي بعد نجاح ثورة الشباب في مصر المحروسة تم الكشف عن عدد كبير من وثائق جهاز مباحث أمن الدولة، الذي ألغي بناء على إلحاح شباب الثورة, وبفضل هذه الوثائق التي كانت سرية جداً في يوم من الأيام، أصبح بإمكاننا مشاهدة الصورة الكاريكاتورية لدولة عربية كبرى بالملابس الداخلية, كان جسد الدولة المترهل بشعاً ومتسخاً ومليئاً بالندوب القبيحة إلى درجة أن كل من يشاهده يتمنى لو كان لديه عباءة يلقيها باتجاهها، وهو يقول: «تغطي يا دولة»!

ومن بين أبرز تلك الوثائق سلسلة من الوثائق التي نشرتها جريدة «الجريدة» التي تؤكد أن تفجيرات شرم الشيخ الإرهابية، التي راح ضحيتها عشرات المصريين الأبرياء، كانت من تدبير نجل الرئيس السابق جمال مبارك ووزير الداخلية الأسبق العادلي، إذ تم الاتفاق مع مجموعة من الإرهابيين لتفجير فنادق تعود ملكيتها إلى رجل الأعمال حسين سالم، بسبب خلاف بينه وبين جمال مبارك حول حجم عمولة الأخير من صفقة الغاز الذي يصدر إلى إسرائيل!

اجتمع أعضاء «التنظيم السري» التابع لوزارة الداخلية مع الإرهابيين، وحددوا الفنادق والمنتجعات التي يجب تفجيرها في مشهد لا يصدقه العقل, ولكن الإرهابيين كانوا أكثر ذكاء من الضباط، إذ حصلوا على الغطاء الأمني اللازم وقاموا بتفجير أماكن أخرى لا علاقة لها بالأماكن المتفق عليها, لقد استغلوا الثغرة الفاضحة وضربوا ضربتهم القاصمة بمساعدة الأجهزة الأمنية، ونفذوا أجندتهم هم لا أجندة وزارة الداخلية، وتركوا الضباط يصرخون: «يخرب بيوتكم ما اتفقناش على كده»!

مثل هذه القصة العجيبة تكشف أن الفساد السياسي هو السبب الرئيسي في انهيار بعض الأنظمة العربية لا القمع, فالشعوب العربية رضعت القمع مع حليب الأطفال، ولم تكن تستطيع أن تغير في الأمر شيئاً, لكن الفساد السياسي يصنع ما يمكن تسميته بـ»دولة العمولات»، إذ يتحول أقطاب النظام إلى مجرد سماسرة أو دلالين يبيعون ثروات البلاد، بل وحتى مواقفها ثم سرعان ما يتصارعون حول قيمة العمولة, وقد شاهدنا في مصر وتونس وليبيا كيف تغلغل أقارب الرؤساء في كل النشاطات التجارية، واستخدموا أجهزة الدولة من أجل ضمان مصالحهم التجارية، مما جعل النظام الحديدي الشرس الذي أرعب الناس عقوداً من الزمان قابلاً للانهيار في بضعة أيام.

صحيح أن الفساد السياسي ما كان له أن يكون لولا وجود القمع، ولكن في كل الأحوال القمع يمكن أن يتراجع، وأن يخضع لسيطرة النظام، ولكن الفساد لا يمكن أن يتراجع له، فهو يتعامل مع الوطن باعتباره مغارة علي بابا التي يتحتم عليه أن يسرق منها كل ما تطاله يداه من مجوهرات وأموال قبل أن يغلق باب المغارة أو تتغير كلمة السر... أهلاً بكم في «الجامعة العربية- تجارة عامة وقومسيون»!

back to top