السور الخامس وكافي ونريد... لماذا؟!

نشر في 16-03-2011
آخر تحديث 16-03-2011 | 00:00
 عبدالله المسفر لم تأتِ حالة الاحتقان التي يعيشها الشارع في الوقت الحالي من فراغ، ولم تتشكل تلك الجبهات الشبابية المعارضة كـ»السور الخامس» و»كافي» و»نريد» من باب الترف أو المشي على خطى الحركات التي شكلت في بلدان عربية أخرى أو من باب الموضة وركوب الموجة الحادثة في كثير من البلدان المحيطة، إنما جاءت هذه الحركات نتاج الواقع المتردي الذي نعيشه.

لماذا تشكلت هذه الحركات؟ سؤال لابد أن تسأله الحكومة لنفسها مراراً وتكراراً... فالتكرار يعلم «الشطار»، كما يقولون... فلماذا تشكلت هذه الحركات؟ سؤال إجابته أسهل من السؤال البدهي «واحد زائد واحد يساوي اثنين»، لكن الحكومة كالعادة تدخل الامتحان وتخرج بنتيجة صفر من عشرة، حتى إذا تم تسريب إجابات أسئلة الامتحان إليها من خلال أستاذ أو «مستشار» لا يراعي ضميره، ولا يخاف على مصلحة البلد.

هل المطلوب أن نصرف كل أموال النفط على تعليم الحكومة، وإعطائها دروسا خصوصية لتستطيع أن تجيب عن الأسئلة السهلة؟ هل المطلوب أن نرسل الحكومة في رحلة علاج إلى الخارج لتشفى من هذا المرض اللعين الأخطر من السرطان والعياذ بالله؟ لا نعرف ما هو المطلوب... وهل يا ترى ستقولها الحكومة كما فعل بن علي «فهمتكم»؟

تشكيل هذه الحركات المناهضة للحكومة جاء بعد أن استشرى الفساد الإداري والمالي، واخترق القانون، وقمعت الحريات، وأهينت الكرامات، ومات مَن مات، وبعد أن ضربت الوحدة الوطنية، واستبيح المال العام.

هؤلاء المعتصمون الذين نشاهدهم يبيتون في العراء وسط البرد والغبار وطقس الكويت المتقلب القاتل لم يأتوا إلى نزهة أو حفلة سمر أو طلعة بر، لقد تركوا الدواوين والمقاهي وجلسات الدفء مع الأهل والأصدقاء من أجل تحقيق مطالب طال انتظارها؛ أولها وأبرزها «نهج جديد ورئيس جديد وحكومة جديدة»، وهم لم يطالبوا بهذه المطالب إلا بعد أن يئسوا من هذه السلطة التنفيذية التي حصلت على فرصتها كاملة وأثبتت فشلها.

هؤلاء المعتصمون ضاقت بهم منازلهم من هذه السلطة التشريعية التي تم شراء ذمم معظم أعضائها فالتحفوا البرد واستنشقوا الغبار، حيث إن ممثلي الشعب تنافسوا في التمثيل عليه وخداعه، وهذا ليس خيالاً أو تصوراً خرجت به بنات أفكاري إنما هو واقع موثق على لسان أحد أعضاء الحكومة الذي قال إن لكل نائب ثمناً، لذلك استحق هؤلاء أن يطلق عليهم «نواب البطيخ».

كلمة أقولها علّ هناك من يسمعها: واهم واهم من يعتقد أن هؤلاء سينصرفون إلى منازلهم ويعودون إليها بعد أن يقرصهم البرد ويعتلي جباههم الغبار، مخطئ مخطئ مَن يفكر أن هؤلاء سيتراجعون عن مطالبهم، فهؤلاء سيظلون يطالبون بمطالبهم وسيصرون عليها وإن طالت الأيام واسودت الليالي أكثر مما هي فيه.

وأخيرا على الحكومة «الشاطرة» أن تفهم الدرس، وأن ترحل في هدوء قبل أن يرتفع سقف المطالب لما هو أخطر وأعمق، ومن يعتقد أن هذه «هبَّة» أو موضة فعليه أن يتحمل تبعات اعتقاده الخاطئ.

back to top