السيدات أولاً... بالغدر والخيانة!

نشر في 26-03-2010
آخر تحديث 26-03-2010 | 00:00
إن الغدر والخيانة كسلوك يبقيان أمرا نسبيا، ولكل من الرجل والمرأة نصيب منهما، كل بحسب طبيعته وأهدافه، والمحددات الأخلاقية في تعامله مع الآخر، إلا أن هناك تساؤلا مؤداه: ترى لو أن الفتاة هي أول من قفز من صخرة الموت، والشاب هو من ارتعب وتراجع، هل كنا سنشهد تغييرا في قواعد «الإتيكيت»؟
 فالح ماجد المطيري كنت على قناعة مثل كثيرين غيري، بأن عبارة «السيدات أولا» أو «LADIES FIRST»، من قواعد «الإتيكيت» أو السلوك الراقي، الذي يقوم به الرجال، ولكن رسالة إلكترونية من أحد الأصدقاء حول الأصل التاريخي لهذا السلوك «الإتيكيتي» هزت هذه القناعة لدي.

يقول الصديق برسالته «والعهدة عليه»، إن الأصل التاريخي لهذه القاعدة بدأ في قرية إيطالية في القرن الثامن عشر، بسبب قصة حب بين شاب وفتاة من أهل القرية، ولكن لأن الشاب من طبقة أرقى من الفتاة، فقد تعذر عليهما أن يتزوجا، فاتفقا على الانتحار سويا بإلقاء نفسيهما من صخرة عالية، وحينما ذهبا إلى الصخرة لإتمام ما اتفقا عليه، طلبت الفتاة أن تكون هي البادئة بالقفز، ولكن حبيبها رفض لأنه لا يتحمل أن يراها تموت أمامه وقفز هو قبلها، وحينما رأت الفتاة منظر حبيبها بعد أن قفز، ارتعبت وتراجعت عن قرارها، وعادت إلى القرية وتزوجت واحدا من طبقتها الفقيرة، وبعدها أصبح الرجال لا يثقون بالنساء في تلك القرية وصاروا يقدموهن عليهم بالأعمال، ومع الزمن تطور هذا السلوك ليصبح من قواعد «الإتيكيت»!

انتهت رسالة صديقي إلى هنا، وبغض النظر عن مدى صدق هذه الحادثة التاريخية من عدمه، ومع قناعتي بأن الغدر والخيانة كسلوك يبقيان أمرا نسبيا، ولكل من الرجل والمرأة نصيب منهما، كل بحسب طبيعته وأهدافه، والمحددات الأخلاقية في تعامله مع الآخر.

إلا أن هذه القصة أثارت في نفسي تساؤلا مؤداه: ترى لو أن الفتاة هي أول من قفز من صخرة الموت، والشاب هو من ارتعب وتراجع، هل كنا سنشهد تغييرا في قواعد «الإتيكيت» ونسمع السيدات يقلن «الرجال أولا» أو «MEN FIRST»؟ أم أنهن سيغفرن الغدر والخيانة لكي يسمعن دائما «السيدات أولا»؟

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة

back to top