أياد علاوي... مستقبل العراق

نشر في 02-04-2010
آخر تحديث 02-04-2010 | 00:00
 فالح ماجد المطيري يعد فوز قائمة السيد أياد علاوي، بغض النظر عن إمكانية تشكيله للحكومة القادمة من عدمه، مؤشرا مهما لقراءة الحالة النفسية، والمزاج السياسي للحالة التي وصل إليها المواطن العراقي، وهي حالة رفعت فيها لافتة احتجاج صريحة على من باعوه الأوهام خلال السنوات الأربع الماضية، وباعوا معها هوية العراق المحلية وشوهوا وجهه العربي، وإن طال بهم الأمد سيحولون لسانه العربي الفصيح إلى لسان «يرطن» بالفارسية.

فمنذ سقوط نظام صدام حسين، أضحى الداخل العراقي مجالا خصبا للاستقطاب الطائفي من قبل تجار المذاهب وتجار الحروب، وتم تحويل العراق إلى محرقة طائفية بائسة وقودها المواطن العراقي البسيط وأحلامه وآماله بواقع ديمقراطي ودولة مدنية مستقرة، فصار القتل على الهوية والاسم من السمات اليومية للحياة العراقية، فعمر يقتل علي، وعلي يقتل عثمان، في استحضار بائس لمشهد قديم أكثر بؤسا، لم يستفد منه سوى تجار المذاهب المتعطشين لمنظر الدماء ورائحتها، وزاد على ذلك أن الساحة العراقية أمست ملعباً لدول الجوار بطموحاتها وأطماعها وأحقادها، فجاءت تركيا تسعى إلى احتلال الشمال مدفوعة بطموحها لتكون دولة ذات شأن إقليمي يشفع لها لتقبل في السوق الأوروبية المشتركة، وتسابقها إيران بأطماعها وأحقادها لتحويل العراق العربي إلى حديقة خلفية للإمبراطورية الفارسية التي تداعب أوهامها خيالات قادتها، بينما رأتها سورية فرصة لنقل معركتها مع «الأميركيين» إلى الأرض العراقية بدلا من انتظار قدومهم إلى دمشق، فوقتها لن يكون حظهم أوفر من حظ «الرفاق» في بغداد، وسيضطر «الأميركيون» إلى طباعة أوراق لعب جديدة.

إن فوز القائمة «العراقية» وزعيمها السيد أياد علاوي، رسالة من المواطن العراقي للداخل والخارج على حد سواء، رسالة مضمونها الواضح أن العراق يجب أن يعود إلى العراقيين، ويجب على من يحكمه أن يكون عراقي الجنسية و«الهوى»، ولم يكن فوز القائمة «العراقية» ناجما من فراغ، أو من «المال الخليجي» كما يلمح البعض «بخبث»، فالسيد أياد علاوي، حاليا هو السياسي العراقي الوحيد الذي يستطيع أن يبدأ حملته من الرمادي أو النجف أو كركوك بلا خوف، فقد اختار أن يقف على مسافة واحدة من جميع العراقيين على اختلاف مذاهبهم وأعراقهم، وفق مشروع وطني يجمع ولا يفرق، مشروع بمرجعية وطنية شاملة، بعيدا عن المرجعية الطائفية وتجارها، مشروع يوحد العراق ولا يقسمه إلى «مثلث سني» و«مربع شيعي» و«مستطيل كردي»!

والذي يميز السيد أياد علاوي، هو تمسكه بمشروعه الوطني منذ تجربته الأولى في رئاسة الوزارة، فرغم أن هذا المشروع قد كلفه الكثير على المستوى المعنوى، وكان يمكن أن يمثل النهاية لطموحه السياسي، فإنه تمسك به بإيمان قوي، في وقت كانت الطائفية هي السلعة المربحة لكل طامح، وما فوز قائمته إلا «لطمة» من العراقيين لخصومه، في توقيت له دلالاته.

وقد بدا الإفلاس الواضح لخصوم السيد أياد علاوي، وعجزهم عن مواجهة مشروعه الوطني أو تقديم ما ينافسه، غير بضاعتهم الطائفية التي كسدت وفاحت رائحتها الإيرانية، فعادوا إلى فتح الدفاتر القديمة بالتذكير بانتمائه السابق إلى حزب البعث! متناسين أنه قد عانى هو وغيره من عموم سنة العراق وشيعته وأكراده ظلم نظام صدام أكثر منهم، ومتناسين أيضا أن العراق وشعبه عانيا القتل والدمار، وسوء الحالة المعيشة، والخدمات الأساسية، وعانيا السرقة والنهب والسلب، في السنوات الأربع الماضية، معاناة لا تقل عما حدث في عهد صدام حسين.

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

يمكنك متابعة الكاتب عبر الـ RSS عن طريق الرابط على الجانب الايمن أعلى المقالات السابقة

back to top