الليبرالية بين العوضي والفضل... يا قلبي لا تحزن

نشر في 23-03-2010
آخر تحديث 23-03-2010 | 00:01
 فالح ماجد المطيري  من نكد الدنيا على الليبرالية في الكويت وقوعها بين شقي الرحى؛ مهاجم جاهل ومدافع هي منه براء... ليتجلى بذلك الجهل أو التجاهل لأبسط مبادئها القائمة على الدفاع عن الإنسان وكينونته "لحد التقديس"، والدفاع عن حقه في الحياة والحرية بمعناها الشامل بما فيها حرية الاعتقاد، التي كانت الباب الواسع الذي دخل منه زملاء "الشيخ والداعية والكاتب ومقدم البرامج نبيل العوضي" إلى دول العالم الغربي "الليبرالي" هرباً من أنظمتهم العربية "المسلمة".

هذه الأنظمة "الليبرالية الكافرة" التي أطمعتهم بعد جوع من أموال "دافعي الضرائب الكفرة"، وبعد أن آمنتهم من خوفهم من أنظمتهم، لم يرَ فيهم نبيل العوضي إلا انحلالهم الأخلاقي ونكاح المحارم وزواج المثليين من الجنسين، وبالتبعية أسقط ذلك على من يتبع النهج الليبرالي في الكويت!

ولعمري فإن ذلك أحد اثنين؛ إما جهل فاضح وإما تجهيل متعمد، فالتصرفات الفردية التي حاول العوضي أن يختصر الليبرالية فيها تصرفات فردية محدودة في بعض التجمعات والجماعات، وهي تصرفات مرفوضة وغير مقبولة على المستوى الاجتماعي العام، والعوضي بهذا القياس الجاهل يعطي أعداء الدين، ومن حيث لا يدري، الحق بذات القياس:  فهل كل متدين قُبض عليه بقضية لا أخلاقية يعكس حقيقة الدين؟ وهل كل مؤذن قبض عليه وهو يمارس اللواط أو الزنى في غرفته الملحقة بالمسجد يعكس حقيقة المتدينين؟ وهل كل من اختلس أموال الصدقات والزكاوات يعكس حقيقة الإسلام؟

وهل كل داعية للقتل والإرهاب يعكس المعاني الإنسانية والسمحة للرسالة الإسلامية؟! نبيل العوضي في تصدره لمهاجمة الليبرالية يعلن جهله ومحدودية فهمه لها، وما ربطه لها بالانحلال الأخلاقي إلا دليل واضح على ذلك، فبعض الأنظمة العربية "الإسلامية" لديها من الانحلال الأخلاقي على المستوى المجتمعي لو وزع على أوروبا وأميركا لفاض عن حاجتهما، علماً أنها كأنظمة ومجتمعات تحارب الليبرالية مع كل طلعة شمس وغيابها. وفزعة نبيل الفضل في الدفاع عن الليبرالية، هي فزعة غير مبررة، فالركن الأساس لكل مؤمن بالليبرالية، الإيمان بالدولة الديمقراطية المحكومة بالدستور والبرلمان، وكل من يدعو إلى تعطيلهما أو إلغائهما فإن الليبرالية منه براء.

خلال فترة الحرب الباردة كان هناك حدود قانونية للكلام المعادي للديمقراطية في الولايات المتحدة، ونبيل الفضل لا تكاد تخلو زاويته من الدعوات الصريحة لحل المجلس خارج الأطر الدستورية وتعليق الدستور، فأي ليبرالية وحرية يؤمن بهما الفضل في بلد لا يوجد فيه دستور وبرلمان؟ ربما يريد حرية التهجم والتشهير بالآخرين، فهو إما أن يتحدى الشوارب وإما أن ينتف اللحى، حتى لتحس أنه يمسك "بمقص حلاق" لا "بقلم كاتب".

back to top