النيباري الشهيد الحي

نشر في 14-05-2009
آخر تحديث 14-05-2009 | 00:00
 بسام عبدالرحمن العسعوسي لقد اتخذ عبدالله من الدفاع عن دستور البلاد وحماية المكتسبات الوطنية منهاجا لا يحيد عنه أبدا، حتى لو كلفه ذلك حياته وحياة أسرته... ولقد ذاد عن المال العام والحقوق والحريات كالأسد الذي لا يكف له زئير حتى يضع الحق موضعه ويسكن العدل مربعه.

أجد حرجاً كبيرا عند الحديث عمن يعتبرون بالنسبة لي مثلا أعلى، وممن يعدون في حكم العظماء والرموز... أمامهم وببساطة شديدة تتوه الكلمات والأحرف وتضيع المشاعرو تتداخل العواطف، فهناك أناس دخلوا إلى الحياة السياسية وكانوا أعضاء لمجلس الأمة، ولم يجعلوا منه سبيلا لتحقيق المصالح الشخصية أو جسرا للوصول أو سلما للصعود، إنما وسيلة لخدمة المجتمع والأمة بأسرها.

وهناك رجال قد رحلوا، ورجال مازالوا يعيشون بيننا، تقفز إلى ذهنك أسماؤهم وبسرعة متناهية عندما تذكر كلمات مثل: الكفاءة والنزاهة والشرف والتضحية... ومن أولئك الرجال عبدالله النيباري، فنظرة واحدة إلى يده تشعرك بمقدار العطاء والتضحية التي قدمها لبلده وأمته!!

لقد اتخذ عبدالله من الدفاع عن دستور البلاد وحماية المكتسبات الوطنية منهاجا لا يحيد عنه أبدا، حتى لو كلفه ذلك حياته وحياة أسرته... ولقد ذاد عن المال العام والحقوق والحريات كالأسد الذي لا يكف له زئير حتى يضع الحق موضعه ويسكن العدل مربعه.

عندما أضاع البعض البوصلة وتاه الآخر في دورب السياسة وفرط الكثيرون بأخلاقيات العمل البرلماني والنيابي، كان لزاما على عبدالله النيباري أن يعود للتصحيح تحت وطأة الضغط الشديد من عشاقه ومحبيه طالما أن الرجل مازال قادرا على العطاء وبكفاءة شديدة.

لقد مر على الحياة السياسية زمان كان فيه للرجال موقف وللنائب شرف وللمعارضة حجة وكلمة ومسؤولية... زمان كان فيه الناخب لا يفرط بصوته ولا يبيعه، زمان كان لمجلس الأمة الدور الرائد والصورة المشرقة والهيبة الشامخة...

ترى هل يعود ذلك الزمان؟!

أعتقد جازما بأنه سيعود بفضل الشرفاء من أبناء الكويت وبناتها عموما، والدائرة الثانية خصوصا... فلن نسمح للمال السياسي في الدائرة أن يتغلغل بيننا ويضعف من عزيمتنا.

عندما تتبجح فئة بالوقوف مع أصحاب الماركات والوكالات فإننا نفتخر بالوقوف مع أصحاب المبادئ، وعندما تفزع لمساندة أصحاب الظلام والانغلاق فإننا نتشرف بالفزعة لأصحاب الحرية والانفتاح.

يا إخوة صدقوني بوجود النيباري داخل قاعة عبدالله السالم يكون للمجلس قيمة وسيعود الدور الوطني لأمجاده، وسترجع الحياة السياسية إلى سابق عهدنا بها بعد أن فسدت الذمم وخربت الضمائر.

لذلك يجب أن نقبل دعوة عبدالله النيباري عندما دعانا عبر شعاره الانتخابي "دعوة للتصحيح" وهي في حقيقتها وإن كانت دعوة للتصحيح فإنها تمثل عوداً على بدء عندما كان هناك زمان للرجال فيه موقف، وللمعارضة كلمة وحرية ومسؤولية.

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

back to top