«حيتان الصراخ والمعلومات المغلوطة»!

نشر في 08-04-2009
آخر تحديث 08-04-2009 | 00:01
 بسام عبدالرحمن العسعوسي تكثر في مثل هذه الأجواء الانتخابية عادة الشائعات والأكاذيب بين جمهور الناخبين والمرشحين، وتزداد قوة هذه الشائعات وكثرتها كلما اقترب موعد الاقتراع، وبما أننا شعب لايزال حديث عهد بالتجربة الديمقراطية، ولا توجد هناك برامج أو دراسات يمكن الاستناد إليها لمعرفة قوة أداء أو ضعف المرشح، ولا توجد هناك أي ضوابط لإعطاء المرشح الصوت الانتخابي من عدمه، ومع انتشار الانتخابات الفرعية بين القبائل وتفشي ظاهرة شراء الأصوات وبروز ظاهرة المال السياسي وتجييره للحصول على عشرات الآلاف من الأصوات يصبح الناخب في حيرة من أمره.

في هذه الانتخابات تحديداً أستطيع أن أقول إنه قد برزت على السطح ظاهرة أخرى إضافة إلى الظواهر السالفة الذكر، وهي ظاهرة «الصراخ» بين المرشحين، وظاهرة «المعلومات المغلوطة»، فأحد المرشحين، عرف عنه الصراخ والعويل «ودائما حنجرته على حد الدوسة»، أصبح أخيراً كما يقال «المغالط الأكبر»، والمشكلة الكبرى أن ذلك المرشح يقول ما يقول في أعراض الناس في الندوات والفضائيات، وعندما نتتبع تلك «المعلومة» ونبحث عنها لدى مصادرها الطبيعية نجدها مختلفة تماماً عن رواية مرشحنا، والطامة العظمى أن هناك أناساً بسطاء جداً تنطلي عليهم تلك المغالطات، ولا يكلف أحدهم نفسه عناء البحث عن حقيقة تلك المعلومة من عدمه.

مع الأسف، فإن ظاهرة هذا المرشح قد بدأت بالانتشار وبدأ أغلب المرشحين في تقليده «بالصراخ والمعلومات المغلوطة»، وهذه الظاهرة إذا ما انتشرت تصبح خطراً كبيراً على الديمقراطية ككل لأننا سنفتقد للعقلانية في الطرح والصدق في المعلومة والالتزام بالمبادئ والقيم وأخلاقيات العمل البرلماني.

يبدو لي أن هناك فئة من الناخبين تطرب لسماع «الصراخ» وتنجرف كثيراً للشائعات والمعلومات المغلوطة... وتهيم لسب الحكومة والوزراء، ولا تكلف نفسها عناء البحث عن الحقائق.

أخيراً لتحذر أيها الناخب من ألسنة هؤلاء الباعة، ولتتحقق من صدق بضاعتهم، ولنحاول جميعاً محاربة حيتان «الصراخ والمعلومات المغلوطة».

back to top