مسلسل الأصيل غير محبوك والشخوص متناقضة

نشر في 05-10-2007 | 00:00
آخر تحديث 05-10-2007 | 00:00

بعد مسلسلي «فريج صويلح» و«عتيج الصوف» في العامين الفائتين يقدم «مسرح السلام الحديث» راهناً مسلسل «الأصيل» على شاشة تلفزيون الكويت حصرياً، عن قصة حقيقية بحسب المنتج عبد العزيز المسلم، إخراج البيلي أحمد.

ينطلق العمل مجسداً الصراع بين الخير والشر من خلال حكاية شاب (عبد العزيز المسلم) تربيه زوجة أبيه (ليلى السلمان) وهو كبير أشقائه. والده ثري (أحمد الصالح) يسند إليه مهمة إدارة الشركة لفترة طويلة، حتّى يشعر بغيرة شقيقه غير الشقيق (أحمد إيراج) فيبتعد عن تولي المهام الكبرى متفرغاً للتدريس الجامعي. أما أخوه فيضمر له شراً إذ لا يحبه وينصاع لمؤامرة والدته وإخوته أيضاً. أمّا والده فيوصيه قبل وفاته بالاهتمام بجميع إخوته كونه كبيرهم. يتزوج من فتاة طيبة (إيمان القصيبي) بعد وفاة والده ويلازم المنزل ليكون قربهم لكنه لا يلقى إلا المعاملة السيئة من زوجة أبيه وإخوته عدا الكبرى (زهرة عرفات) التي تسكن في منزل زوجها (حسين المنصور) فهي من يشكو لها حاله.

لا تطاله الإساءة وحده فحسب بل زوجته أيضاً التي أسندت إليها زوجة أبيه مهام الخدم. فجأة يشعر الابن الأكبر بصداع قوي يسقطه أرضاً في الجامعة. يخضع لفحوص تظهر إصابته بورم خبيث في المخ. يصف له الطبيب المعالج بعض الأدوية. يعلم الجميع بمرضه وباحتمال موته في أي لحظة. لذا يخطط أخوه للاستيلاء على ماله عن طريق إيهامه بأنهم يعاملونه معاملة جيدة.

فكرة المسلسل بعامة جميلة لكنها منقوصة لناحية حرفية الكتابة الدرامية، من حبكة ورسم للشخوص واللغة الحوارية، فضلاً عن لحظة التوتر أو العقدة وهي الخلل الكبير في البناء الدرامي.

ثمة عناصر بانية تتبع قواعد خاصة ومزاج معين يحدث تأثيراً لدى المشاهدين.

فالمتخصص في الدراما يعي عوامل الشخصية وأبعادها المتكوّنة من ثلاثة أبعاد، الجسدي والنفسي والاجتماعي، مجسدة في النص الدرامي من الناحيتين الحسية والمعنوية عبر المظهر والكلام والفعل. والمعروف عن تطور أي بناء درامي سلسلة الحوادث المنبثق أحدها من الآخر تبعاً للسبب والمسبب.

في المسلسل خلل واضح في تركيبة الشخوص وتناقضها مثل الأخ الصغير (محمد الشعيبي) الذي ظلم أخاه الأكبر ثم يبكي قهراً في غرفته. حين يخرج يزيد من جرعة الظلم! الشخصيات مصابة بخلل كما أسلفنا في حرفية الكتابة، ولا يقنعنا هذا الكمّ من التركيبات المعقدة نفسياً.

العمل مليء بالتناقض. هل يعقل أن يهان المرء «بوجبة» قوية من التعامل السيئ اللاإنساني من دون أن يبالي؟.

رجل يتعرض للاهانات المتكررة من زوجة أبيه وعلى مرأى من زوجته التي تهدر كرامته. أما الرد فيكون «جزاك الله خيراً ؟!» نعلم تماماً «لا تقابل الإساءة بإساءة» لكن بشكل غير مباشر.

الخطاب المباشر واضح كأنه جريدة حية فأين درامية العمل؟

نتحول إلى أداء بعض الممثلين قائلين إن ثمة تميزاً في أداء الفنان احمد ايراج. في المقابل أداء غير مقنع البتة لعبد العزيز المسلم وتمثيل متكرّر للممثلة ليلى السلمان إذ تقدم الشخصية ذاتها في مسلسلي «عندما تغني الزهور» و«رحلة شقا»، وأداء طيب من الفنانين الكبار أحمد الصالح وجاسم النبهان ومحمد حسن. أما مواقع التصوير فلا تختلف عن أي مسلسل اجتماعي. أين النقلة النوعية في الدراما الخليجية التي صرّح عنها المسلم للصحافة؟

«الأصيل» مسلسل ناقص يحتاج إلى إعادة نظر وحسابات فنية وتقنية!

back to top