الوحيدة «حدس»... لماذا؟!

نشر في 19-06-2007
آخر تحديث 19-06-2007 | 00:00
 صلاح مضف المضف

يبقى لنا الحق أن نعرف لماذا لم يقبل سمو رئيس الوزراء استقالته حتى الآن؟ وما السبب وراء تمسك الحكومة به والدفاع عنه، رغم الجدل الشديد الذي أثارته تلك القضية في الأوساط الشعبية والنيابية؟!

ما تردد من تصريحات في شأن وزير النفط، وعلاقته مع أحد المتهمين في سرقة ناقلات النفط (المتهم الخامس)، أثار غضباً سياسياً وشعبياً واسع النطاق، وقاد إلى بوادر أزمة حقيقية بين السلطتين التشريعية والتنفيذية.

وبعد محادثات مطولة واتصالات مكثفة وتبادل للرأي بين الأطراف المختلفة، يعتذر وزير النفط. ولكن لمن يعتذر؟ وهل الاعتذار كاف؟ وهل يعتذر الوزير من علاقته مع المتهم الخامس بالقضية؟ أم أن الاعتذار جاء لتفادي المساءلة؟

ويبقى لنا الحق أن نعرف لماذا لم يقبل سمو رئيس الوزراء استقالته حتى الآن؟ وما السبب وراء تمسك الحكومة به والدفاع عنه، رغم الجدل الشديد الذي أثارته تلك القضية في الأوساط الشعبية والنيابية؟!

كان من الممكن تفادي ما وصلت إليه القضية الآن من تأزيم، فبعدما كان الأمر في بدايتة مجرد استجواب لوزير، غير أنه تبدل وسرعان ما اشتدت حدته وبلغ مرحلة التأزيم بسبب بعض الأشخاص ممن «يصطادون بالماء العكر»، وتحور موضوع الاستجواب إلى أن وصل إلى رأس رئيس مجلس الوزراء! فلماذا يقبل ناصر المحمد بذلك؟ ولماذا «حدس» الوحيدة التي تقف بجانب وزير النفط؟!

نعم .. لقد خلقت جماعة الحركة الدستورية من هذا الموضوع جواً يسوده التوتر والتأزيم والتحدي للإرادة الشعبية. وفرضت الحركة سيطرتها كالعادة مستخدمة كل أساليب تشوية الحقائق، والتلون بالألوان جميعها، وإمساك العصا من الوسط، والتستر تحت شعار الدين الاسلامي كنوع من الحماية لهم. وهذا دأبهم، فجميعنا يعرف أهدافهم وخططهم لاستغلال كل فرصة، وكل موقف، وكل موقع، من أجل الاستفادة منه سواء كان على حق أو باطل بأسلوبهم المستند إلى تضليل الحقائق والإساءة الى الشعب الكويتي بهدف الوصول الى السلطة. ولا يخفى على أحد ما يحدث الآن في فلسطين وامتداد جماعتهم «حماس» الذين نسوا سنوات القهر والاستعمار وسلب الحقوق من جانب الاحتلال، ونسوا أيضا وطنهم وشعبهم وما يعانيه من تعب وظلم.

ولم يكتفوا بذلك بل مارسوا القتل والنهب وإثارة الرعب في نفوس الشعب المغلوب على أمره الذي تمنى إبقاء الاحتلال الإسرائيلي على احتلال هذه «الآفة». فشتان بين أعداء يعرفونهم جيداً، وآخرين من أبناء وطنهم يقهرونهم تحت اسم الدين، وتلك مصيبة أكبر!

ومن هنا نسأل جماعة «حدس»، وهم امتداد للنهج نفسه، هل ستصبح الكويت أرضا ومبتغى لهم للعبث فيها وإثارة البلبلة؟!

وليس من المستغرب علينا موقف الإخوان المسلمين جماعة (حدس)، فالمعروف أن تاريخهم بُني على مبدأ «الغاية تبرر الوسيلة»، وهذا هو مبدؤهم الأصيل والحقيقي منذ الرعيل المؤسس لحركتهم حسن البنا وسيد قطب والأجيال التالية لهما وصولاً إلى هنية في غزة. وانطلاقا من ذلك المبدأ عُرف عن الإخوان في الخارج والكويت تحالفهم المزمن مع السلطة، ويصل بهم الأمر إلى التستر خلف عباءة الدين لحماية أنفسهم والدفاع عن «حرامية» أموال الشعب، فالكويتيون يعرفون حق المعرفة كل القائمين على (حدس) «فكلنا عيال قرية وكلنا يعرف اخاه».

وتلك رسالة نوجهها إلى كل كويتي شريف إلى متى يسرق بعضهم خيرات البلاد من دون حسيب أو رقيب؟ والى متى السكوت عن «حرامية» البلاد؟!

ويتبقى في النهاية تساؤل يدور في ذهن كثير من الكويتيين، لماذا أيد أعضاء مجلس الأمة استجواب وزير النفط جميعهم بلا استثناء، ما عدا الأعضاء المحسوبين على جماعة الإخوان المسلمين «حدس»؟!

فهل يوجد لدينا من يعالج جذور الشجرة التى سقطت أوراقها في الوطن؟

back to top