أنت مسلم... أنت كافر؟!

نشر في 03-07-2007
آخر تحديث 03-07-2007 | 00:00
 صلاح مضف المضف سمعنا فتوى أدلى بها أحد شيوخ الدين وأشخاص آخرون، عن الليبراليين، وكثُر الحديث عن هذا الموضوع وما تضمنه من أوصاف وهجوم لا أخلاقي طاول جماعة الليبراليين بزعم أنهم «خارجون عن الدين الإسلامي»، وذهبوا إلى أبعد من ذلك بادعاء أنهم «كافرون».

ومع الاختلاف في الرأي أو الفكر، وانطلاقاً من مبدأ حرية التعبير، وهي الديموقراطية التي ينادي بها الليبراليون، فإن على أولئك الزاعمين أن يتقبلوا الرأي الآخر الموجه إليهم من دون تجريح أحد، ما دامت واتتهم الفرصة للإدلاء برأيهم.

وهناك حقيقة لا مراء فيها يمكننا الرد بها على هذا القول السخيف الذي يزعم أن الليبراليين غير مسلمين لأنهم يتبعون فكراً معيناً قادما من الغرب، أو أنهم يحصلون على تمويل منهم. فواقع الأمر يؤكد أن الليبراليين منشغلون بالوطن وقضاياه وتحديثه والنهوض به، وهم وطنيون وجزء أصيل من هذه الأمة لا يمكن تجاهله. فهل كل صاحب فكر أو رأي مغاير يكون خارجاً عن الدين؟

ما المانع من أن نستفيد من علوم الغرب وصناعاتهم، ما دامت هي ضرورات غير متوافرة لدينا نحن في بلاد المسلمين... فهل هذا، من وجهة نظركم، حرام أو كفر؟! ألم يستخدم الرسول الكريم السيوف في حروبه، وهي من صنع الهند؟! هل نهى عن استخدام الدنانير الذهبية في التعامل بالبيع والشراء لأنها من صنع الروم؟! هل نهى الرسول الكريم عن هذا لأنها من صنع الكفار؟! ألم يكن للرسول عليه السلام معاملات معهم؟!

هل لو كان في وقت الرسول -عليه الصلاة والسلام- تكنولوجيات متطورة واختراعات حديثة مثل السيارات والطائرات وغيرها، أكان يرفض وينهى عن استخدامها؟!

فلماذا لا نستخدم صناعاتهم؟! ولماذا لا نتعلم من علمهم وأفكارهم ما يخدم مجتمعنا؟! فغير المعقول أن تعيش المجتمعات الإسلامية الآن بجميع فئاتها على نمط الحياة نفسه الذي عاشته قبل نحو ألف وأربعمائة سنة.

ولماذا أنتم يا من تنهون عن استخدام صناعاتهم -كالأسلحة التي يُقتل بها الأبرياء على أيدي تنظيم «القاعدة» وجماعات التكفير وغيرها من الجماعات المتطرفة التي خرج بعضها من عباءة «الإخوان المسلمون»- تستخدمونها بأنفسكم؟!

ويبقى التساؤل: لماذا يستاءون من آراء وكتابات الليبراليين في الجرائد والمطبوعات والكتب؟! هل لأنها تكشف حقيقة هؤلاء الإخوان أمام الناس؟! والإجابة هنا: نعم لأنهم يعشقون العمل، تحت ستار الدين، لخدمة مصالحهم ومنافعهم الشخصية على حساب الدين الإسلامي.

لذا يتعين على أولئك الذين يدلون بفتاواهم السخيفة وآرائهم المفرغة، أن يتبنوا أسلوبا راقياً من أجل الوصول إلى حوار بناء موضوعي واع يثمر في النهاية الفائدة المرجوة في بناء المجتمع، والبعد عن استغلال الناس العاديين والبسطاء واللعب على مشاعرهم باسم الدين.

«اتقوا الله في أمة الإسلام»

back to top